-
يعمل الغنوشي على تثبيت أنور معروف و صهره بوشلاكة… و تدعيم الدور الخفي لنجله معاذ…!!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تداولت صفحات التفاعل الأجتماعي حل راشد الغنوشي للمكتب التنفيذي و تحويله إلى مكتب تصريف أعمال منذ يوم 9 ماي و رغم أن الحركة لم تصدر إلى حد الآن بيانا رسميا يؤكد هذا القرار إلا أن صمت الحركة وعدم ردها على ما يتم تداوله فضلا عن الجهة التي قام بالتسريب (أعلاميون مقربون من النهضة) فهذا يرجح صحة خبر حل المكتب التنفيذي فلماذا هذا القرار الآن؟
كشفت أزمة كورونا عن معطيات جديدة تضاف إلى “الخلافات الصامتة” داخل المكتب التنفيذي وبين قيادات الحركة ككل في علاقة بمجموعة من الملفات وهي أساسا ثلاث ملفات رئيسية الموقف من قيس سعيد الذي أصبح لا يترك فرصة للظهور دون التلميح إلى مسؤولية الحركة في التطبيع مع الفساد ومغازلته لقاعدته الأنتخابية بترويج خطاب “ثورجي” و “طهري” و الموقف من الحكومة و خاصة حليفيها حركة الشعب والتيار الديمقراطي وثالثا الموقف من تأجيل المؤتمر و تغيير النظامين الداخلي والأساسي حتى يتمكن الغنوشي من مواصلة رئاسة للحركة في المؤتمر العاشر المزمع عقده هذا العام.
يمكن أعتبار الكورونا قد قدمت هدية ثمينة لزعيم الحركة راشد الغنوشي والمجموعة المقربة منه مثل نورالدين البحيري وصهره رفيق عبدالسلام بوشلاكة فمن المفروض أن مؤتمر الحركة العاشر والعلني الثالث سيكون خلال أسابيع قليلة قادمة لكن مرت الآن خمسة أشهر من العام دون القيام بأي خطوة في أتجاه تنظيم المؤتمر و هو ما أعفى مجموعة الغنوشي من الجدل حول تأجيل المؤتمر ليتمكن الغنوشي من مزيد ترتيب البيت الداخلي حتى يكون المؤتمر على مقاسه و مواصلة أستبعاد الأصوات الناشزة.
فالمعلومات التي حصلت عليها “الوسط نيوز” تؤكد أن الغنوشي منزعج من صعود شعبية عبداللطيف المكي الذي أستبعده من مجلس نواب الشعب و أقترحه في الحكومة لأبعاده عن الحركة لكن المكي كان أكبر المستفيدين إذ أصبح منافس جدي للغنوشي نفسه خاصة أنه من جيل الثمانينات الذين بدأت أصواتهم ترتفع ضد هيمنة الغنوشي يضاف له الثقل الرمزي لعلي العريض الذي يطمح في قيادة الحركة و عدم الأكتفاء بموقع الأمين العام أو نيابة الرئيس كما يعمل الغنوشي على مواصلة أستبعاد خط محمد بن سالم وهو الخط الذي خسر الكثير بأنسحاب عبدالحميد الجلاصي و مقابل ذلك يعمل الغنوشي على تثبيت أنور معروف و التسويق له وتثبيت صهره عبدالسلام بوشلاكة مع الحفاظ على الدور غير المعلن لنجله معاذ.
فالمؤتمر العاشر بالنسبة للغنوشي يجب أن يكون على المقاس فهو غير مستعد للتنازل عن رئاسة الحركة ولابد من “فتوى” لتبرير ذلك و حل المكتب التنفيذي الذي جاء بعد المؤتمر التاسع هو مقدمة لهذه الترتيبات يضاف إلى ذلك حرص الغنوشي على تشكيل مكتب تنفيذي منسجم مع رؤيته وخاصة لا يكون فيه موالون لقيس سعيد لأن المعركة بين النهضة و قيس سعيد أندلعت عمليا و يتوقع أن تتوتر العلاقة بينهما أكثر لذلك لابد من ضمان الولاء الكامل للمكتب التنفيذي الذي يريده الغنوشي منسجما مع رؤيته أنسجاما كاملا. ولكن يبقى مجلس الشورى عقبة كبيرة فهو غير “مضمون” و قد لا يوافق على التركيبة المقترحة من الغنوشي وسبق لمجلس الشورى أن فرض الحبيب الجملي لرئاسة الحكومة كما أستبعد وجوها أقترحها الغنوشي لكنها لم تحظ بموافقة مجلس الشورى والمكتب التنفيذي الذي سيقترحه راشد الغنوشي يجب أن يمر عبر مجلس شورى الحركة وجوبا فماهي خطة الغنوشي لجعل مجلس الشورى “مضمون”؟