تتواصل مأساة الأطفال المرحلين من الولايات المتحدة الأمريكية بعد رفض تونس ترحيلهم وندخل الولايات المتحدة الأمريكية و وصولهم اليوم إلى تونس إذ تم وضعهم في “نزل” في مدينة المنستير غير مهيئ و لا تتوفر فيه شروط النظافة الدنيا و كتب الدكتور علي العمري والد أحدى التلميذات تدوينة محزنة هذا نصها:
“مأساة التّلامذة المرحّلين من الولايات المتّحدة، أو ’’ السّجن‘‘ الصحّي بالمنستير, هذا عنوان دراميّ بعض الشّيء، ولكنّه لا يعكس إلاّ جزءا من حقيقة وضع تلامذة شاء قدرهم أن يكونوا تونسيات وتونسيّين في زمن حكم الإخولن المسلمين. وهذه التّفاصيل: بعد رحلة شاقّة دامت بالنّسبة لبعض التّلاميذ القادميت من الولايات البعيدة عن واشنطن قرابة الثّلاثين ساعة، يتمّ نقل التّلاميذ الصّغار (قرابة اربعين تلميذ) إلى نزل يبدو انّه كان مغلقا منذ أشهر، دون ان يتمّ إعداده، فالحشرات تملأ البيوت والماء ملوّث والغرف متّسخة، و هذا يعني أنّ النّزل لم يقع تعقيمه ليكون مناسبا للحجر الصحّي.
و إضافة إلى ذلك لا وجود للرّيزو تيسيرا للتّواصل مع العائلات (مع العلم انّه لم يتمّ إلى حدّ السّاعة إعلام العائلات بمكان الحجر ونحن نتلقّى المعلومات من الأطفال مباشرة).
يضاف إلى ذلكك غياب كليّ لشروط الحجر فالظّروف السيئة التي وجد فيها التّلاميذ أنفسهم وحالة الغضب التي سادت في النّزل (خاصّة انّ الغالبيّة لم تنم منذ يوم ونصف) دفعت التلاميذ إلى التجمّع دون كمّامات أو تناعد على مرأى ومسمع من المسؤولين و الأمن دون تدخّل أيّ طرف لمعالجة هذه المهزلة. أرأيتم يا أصدقائي كيف يهان أطفال ذنبهم الوحيد أنّهم حاولوا تأمين مستقبل أفضل.
أرأيتم كيف تتهاون هذه الطغمة المفلسة مع خيرة أبنائها. لقد ملأ وزير الصحّة ىذاننا بالخطب و الأكاذيب، و لكنّ الحقيقة قاسية.
فلا تصدّقوهم إنّهم يكذبون و ينافقون و غير قادرين على تحمّل المسؤوليّة.. و مع ذلك يدّعون أنّهم يحبّون الله ويجهزون على النّاس باسم حوزتهم لعقيدة النّاس..