-
في انتظار الهيمنة على وزارة النقل و التفويت في الخطوط التونسية إلى القطريين…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
لم يخطئ الأمين العام الأتحاد العام التونسي للشغل عندما أعتبر أن أنور معروف هو في الحقيقة وزير النهضة في الحكومة و ذلك بسبب ما يقوم به من تعيينات دون أي أعتبار لرئيس الحكومة فهو الحاكم بأمره و “فوق راسه ريشة” و يكفي أن نذكر بفضيحة السيارة التي حطمتها أبنته وفضيحة المسكن الوظيفي وهي ملفات فساد نسيها معروف وتذكر ملفات فساد كبرى حسب قوله وجدها في تونس الجوية.
عين معروف مديرين عامين للمؤسسات الكبرى في أنتظار أقالة الرئيس المدير العام لتونس الجوية الياس المنكبي لتكتمل بذلك الصورة و تهيمن حركة النهضة على وزارة النقل ويتمكن معروف من بيع تونس الجوية أو فتح رأس مالها للقطريين.
تعيينات النهضة لم تتوقف على وزارة النقل فلم تنجو وزارة واحدة من تعييناتهم في ظل صمت مطبق لوزير الدولة المكلف بالحوكمة و مكافحة الفساد محمد عبو الذي كان يعارض بن علي بسبب التداخل بين الحزب و الدولة و ها أننا اليوم نرى مشهدا جديدا من هذا التداخل بين الحزب و الدولة إذ تعمل حركة النهضة على مصادرة الدولة لحسابها الخاص و من آخر أبداعاتها في هذا المجال تعيين أنصارها ممن لا صلة لهم بالثقافة من قريب و لا من بعيد في مناصب عليا في وزارة الثقافة مثل محمد رضا باطيني المكلف بمهمة في ديوان وزيرة الثقافة دون أن تكون له أية دراية لا بالثقافة و لا بالمثقفين و كذلك يوسف الأشخم الذي عين مديرا عاما لوكالة المهرجانات و هي من أكبر مؤسسات وزارة الثقافة وكذلك عبد الحميد فرح الملحق من وزارة التربية و قد تم تعيينه في الكتابة القارة للصندوق الوطني لتشجيع على الأبداع الأدبي والفني.
و في معظم الوزارات عينت حركة النهضة أنصارها وقياداتها دون أي أعتبار للكفاءة و لا للأختصاص في سيناريو يعيد إلى الأذهان ما قامت به في 2011 بمجرد صعودها إلى الحكم من عملية سطو على الدولة بتعيين أنصارها و أبعاد كل الكفاءات في الإدارة التونسية وتهديدهم بملفات مفبركة و أجبارها على الأستقالة أو الوضع في الثلاجة وهكذا خسرت تونس عددا كبيرا من الكفاءات الذين أنفقت الدولة الملايين على تكوينهم.
إن ما يحدث اليوم مؤشر خطير على مستقبل المرفق العمومي فحركة النهضة و بحوالي 300 صوت تعمل على مصادرة الدولة و أخونة الإدارة تحسبا لأي هزات قد تحدث فالشارع التونسي اليوم يغلي كالمرجل والوضع قد يخرج عن السيطرة إذا ما أندلعت ثورة الجياع الذي أستنزفتهم أجراءات الحكومة المتعلقة منذ عشر سنوات.
فالنهضة تدرك أنها لا نملك أي أمكانية للنجاح في إيجاد حلول لالاف العاطلين والفقراء والطبقة الوسطى التي تم تفقيرها و وجودها في الحكومة سيفقدها المزيد مما تبقى من خزانها الأنتخابي لذلك فإنها لا تضمن أي شيئ في الأنتخابات القادمة يضاف إلى ذلك مشاكلها الداخلية وبالتالي لا بديل عن التمكين و مصادرة الدولة.