منذ حلقته الأولى لاحظنا تشويها متعمدا لرموز الحركة الوطنية في مسلسل قلب الذيب إذ أنحصر دورهم في السهر في الكباريهات وهذا مجانب للحقيقة إذ عرف رموز الحركة الوطنية بالمحافظة والتدين حتى أن محمد الصغير ساسي شاعر المقاومة الراحل كتب كانك مسلم غيور أدخل لحزب الدستور و الوحيد الذي كان معروف بأرتياد الملاهي الليلية هو صالح بن يوسف وقد وبخه الديوان السياسي أكثر من مرة.
في كل حلقات المسلسل إلى حد الآن تقريبا لم تغب مجالس شرب الخمر كما لم تغب مشاهد الكباريه و هي نظرة مجانبة للتاريخ كما تم تصوير شخصية “الشريف” (فتحي الهداوي) القيادي في الحزب بأنه شخصية عنيفة ترتكب التعذيب والأعتداء بالعنف لتصوير رموز الحركة الوطنية بأنهم “باندية” في حين تم تغييب الحركة النقابية التي كانت فاعلة في معركة الأستقلال.
هذه الملاحظات كان ممكنا أن نعتبرها بريئة ونتيجة ضعف التجربة والتكوين لكن عندما نعرف أن الشريك في كتابة السيناريو هو عاهد الكرماوي أحد قيادات المنظمة الطلابية لحركة النهضة الأتحاد العام التونسي للطلبة نفهم السر وراء هذا المنحى “ألفني” و هو منحى سياسي في الحقيقة وقد عرف الكرماوي في الجامعة بتشدده وتهديده بالدم في خطبه ومراسلاته للحكومة بأسم الأتحاد وهذا نموذج من هذه المراسلات ننشره لإثبات الخلفية غير البريئة للمسلسل.
“بسم الله الرحــــــمن الرحيــــــم
رسالتي إلى رئاسة الحكومة التونسية المنتخبة من شعب قام بثورة لقد عاش الإتحاد العام التونسي للطلبة تجربة المحنة و نكل بهاته المنظمة العظيمة زمن الدكتاتورية المباشرة من حكومة المخلوع في زمان كانت تؤطر في 90/100 من الطلبة. سيدي رئيس الحكومة لقد قام مناضلينا في سالف العهد بناء هاته المنظمة منظمة الإتحاد العام التونسي للطلبة بالدم ونكلوا من أجل الطالب بصدق و بالدم وافتكاك الجامعة بالعمل الصادق والنزيه وبالدم ناضلوا في زمن المخلوع ودفعوا شهداء وكان صوت الإتحاد العام التونسي للطلبة عليا رغم كل شيء . اليوم نجدك سيدي تنعت منظمتنا العزيزة بالإرهابية وأنه هنالك حكم قضائي كان في سنة 1991 يأتي بحل المنظمة (سؤالي لك أين الثورة هنا وهي التي جعلتك رئيس حكومة) سيدي رئيس الحكومة رغم أنك تحرم مناضلي الإتحاد العام التونسي للطلبة من تأشيرته المفتكة وتدافع على الأحكام القضائية النوفمبرية بشراسة تجاهنا. نعلمك سيدي أنه ما سرقة منا بالدم سوف نسترجعه بالدم ،كما اننا عازمين على إسترجاع ما سرقة منا بالقوة سنسترجعه بالقوة كلفنا هذا ما كلفنا إنكنتم أنتم حكومة الثورة فنحن الثورة والإتحاد العام التونسي للطلبة الإبن الشرعي والوحيد للثورة التونسية فليكن في علم كل السلطات التونسية و الإدارة و الأحزاب و المنظمات الموازية أنه من يريد أن يقف في وجه الإتحاد العام التونسي للطلبة سوف يداس و يندثر انشاء الله كونوا متعاونين أيتها الحكومة في مسألة التأشيرة كي لا يتأزم الوضع في البلاد
عاش الإتحاد العام التونسي للطلبة حراً،مناضلاً،مستقلاً و مدافع على الحق
عاهد كرماوي”