أعتبر الدكتور مصطفى التواتي أن نجاح تونس النسبي في أحتواء فيروس كورونا لا يعود لهذه الحكومة التي لم يمر على تشكيلها أكثر من شهرين و لا لوزير الصحة الحالي بل لمن أسس مرصد الأمراض الجديدة و المستجدة الذي كان حجر الزاوية في مواجهة كورونا و هو الرئيس الراحل زين العابدين بن علي و طالب التواتي بأحترام الذين خدموا الدولة و الكف عن شيطنتهم.
و هذا نص تدوينته:
أكيد أن تونس حققت نجاحا نسبيا في احتواء الكورونا، و لا شك أن الحكومة تبذل جهودا تستحق التنويه رغم ما يعتريها أحيانا من عشوائية و رخاوة في التنفيذ، و لكن هل يعقل أن ننسب هذا النجاح إلى الحكومة و وزير الصحة الحالي و لم تمرّ عليهم في السلطة الا أسابيع؟!
إن في ذلك تدليسا لا أخلاقيا للواقع والحقيقة، لأن أسباب هذا النجاح، الذي من المفروض أن يكون أهم، هي أسباب هيكلية تعود إلى الاختيارات الاستراتيجية لدولة الاستقلال بخصوص التعليم و الصحة و الادارة العقلانية للدولة، و نذكر خاصة كفاءات الإطار الطبي و شبه الطبي ،و أهمية التلاقيح المجانية و الإدارية، و قيمة المؤسسات ذات الصلة رغم تراجع الامكانيات في السنوات الاخيرة. يعترف الجميع بالدور الاعلامي و التأطيري والتوعو ي الذي قامت به د. إنصاف بن علية رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة.
و هذا المركز الذي مثل حجر الزاوية في الخطة الوطنية لمواجهة هذه الجائحة،يعود الفضل في تأسيسه في إطار رؤية استشرافية، إلى المغفور له الرئيس بن علي و ذلك بمقتضى مرسوم مؤرخ في 19 ديسمبر 2005، و قد كلفه بمتابعة تطور هذه الاوبئة دوليا، و إعداد الخطط الوطنية لتقصيها و جمع المعطيات حولها والحد من مخاطر تسرّبها من الخارج، وإعداد المبادرات و الاليات والاطار الطبي وشبه الطبي لمواجهتها.
و هذا ما ظهرت نتائجه الآن جلية في مواجهة هذه الجائحة، والأحرى ان نعترف بالفضل لأهله و أن يقلع البعض عن النعيق بشتم رموز هذه النجاحات و الافتراء عليها، والزعم بأنهم وجدوا البلاد خرابا،.
و الحقيقة أن الخوف كل الخوف الا تخرب البلاد فعلا على أيديهم “المباركة”!!