تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
بعد غياب طويل غير مبرر يجري الليلة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ حوارا تلفزيا من المنتظر أن يعلن فيه عن جملة من الإجراءات فضلا عن تحديد موعد التمديد في فترة الحجر الصحي و منع الجولان.
و المؤكد ان هذا الحوار ينتظره الشعب التونسي بكثير من الانتباه. و يأتي في فترة تميز العمل الحكومي بغياب التنسيق و التضامن.
فقد كتب الإعلامي القريب من حركة النهضة محمد الفراتي متسائلا عن غياب التضامن الحكومي و أشار إلى أن وزير التجارة محمد المسليني (حركة الشعب) قد كلف فريقا من المراقبة الأقتصادية مكون من خمسة عشرة عنصرا لغلق نقطة البيع من المنتج إلى المستهلك في رواد التي كان أفتتحها زميله لطفي زيتون وزير الجماعات المحلية!
هذه الحادثة تؤكد هشاشة الحزام الحكومي و غياب التضامن و هو مؤشر سيئ على مستقبل هذه الحكومة التي تواجه ملفات فساد من الوزن الثقيل قبل أن تتم الشهرين من تزكيتها.
ففي مدينة بن قردان تم إيقاف ممثل اتحاد الصناعة و التجارة بسبب تهمة الأحتكار و تبين أنه من حركة النهضة الحاكمة التي تعاني ملفا آخر من الوزن الثقيل من ملفات الفساد هو سيارة وزير النقل أنور معروف التي حطمتها أبنته يضاف إلى ذلك قصة المنزل الوظيفي الذي على ملك البريد التونسي.
وزير الصناعة صالح بن يوسف تعلقت به هو الآخر شبهة فساد مع القيادي في حزب البديل المشارك في الأئتلاف الحكومي جلال الزياتي عضو مجلس نواب الشعب وعضو لجنة مكافحة الفساد و رغم كل المبررات التي قدمها الوزير و النائب فإن شبهة الفساد قائمة.
هذه الملفات حدثت في شهرين فقط من حكم الفخفاخ ومع ذلك ما زال محمد عبو زير الدولة لمكافحة الفساد صامتا وكأن الأمر لا يعنيه بما يجعل من كل الشعارات التي يرفعها منذ 2011 بلا معنى و واضح أنها كانت لمجرد التسويق الأعلامي فقط.
يضاف إلى هذا فشلها في مواجهة أزمة كورونا فالمواد الأساسية مثل السكر و الفرينة و السميد غائبة تماما في المساحات الكبرى و في الجهات بعد أن أستحوذ عليها المحتكرون و لم تستطع الحكومة أن تفعل شيئا أمام نفوذهم و أكتفى وزير التجارة بترديد الشعارات في حين يعاني المواطنون البسطاء كل يوم من أجل الحصول على كلغ سميد أو فرينة لسد الرمق كما فشل وزير الشؤون الأجتماعية الحبيب كشو في تأمين المساعدات الأجتماعية لمستحقيها إذ أعترفت وزارته بأن عددا كبيرا ممن حصلوا على المنحة المقدرة ب200 د لا يستحقونها أما الاتفاق بين الوزارة و أتحاد الأعراف فسرعان ما تراجع الأتحاد عن ألتزاماته و مازال أفق السنة الدراسية و الجامعية غامضا.
هذه حصيلة رئيس الحكومة بعد شهرين فقط من الحكم… و يصعب كثيرا أن تصمد أمام مشاكل البلاد المتراكمة و خاصة التكلفة الأقتصادية و الأجتماعية للحجر الصحي.
فهل يتعرض رئيس الحكومة الى هذه الملفات الخطيرة خاصة و قد أعلن صراحة و بكل صرامة أن لا أحد فوق رأسه ريشة… أم يتجاهل هذه الملفات و يوجه بالتالي رسالة في غاية السلبية ؟؟؟