- مسؤولية الجهاز السري لحركة النهضة في تسفير الشبّان التونسيين
بعد كتابيه “بنادق سائحة تونسيون في شبكات الجهاد العالمي” و “المجموعة الأمنية الجهاز الخاص للحركة الاسلامية في تونس و انقلاب 1987″ صدر كتاب ثالث هذه الأيام للباحث التونسي المتخصٌص في الحركات الاسلامية أحمد نظيف بعنوان“عشر ساعات هزّت تونس حريق السفارة الأمريكية و نتائجه ” عن دار ديار للنشر.
هذا الكتاب الذي تضمٌن مجموعة من الوثائق (برقيات و رسائل) السفارة الأمريكية في تونس قبل و بعد 14 جانفي تناول فيه الباحث تداعيات الاعتداء على السفارة الأمريكية في سبتمبر 2012 و تناول الكاتب تاريخ العلاقات التونسية الأمريكية و تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاسلاميين و محاولات حركة الاتجاه الاسلامي منذ الثمانينات اختراق الجهاز الأمني و العسكري وصولا الى تولٌي علي العريض وزارة الداخلية و العمل الذي قام به من أجل تطويعها لإرادة حركة النهضة و الإقالات التي قام بها قبل حادثة الاعتداء على السفارة من بينها إقالة 17 ضابطا من جهاز الحرس الوطني قبل يوم واحد من حادثة السفارة التي كانت نقطة مفصلية في العلاقة بين حركة النهضة و التيار السلفي من جهة و من جهة أخرى بين حركة النهضة و الولايات المتحدة الأمريكية.
يكشف أحمد نظيف في كتابه عن الكثير من تفاصيل العلاقة بين النهضة و التيار السلفي الذي أصبح عبئا سياسيا و أمنيا عليها بعد حادثة السفارة و خاصة بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي و يؤكد نظيف أن الجهاز السري لحركة النهضة الذي يقوده مصطفى خذر كان المشرف على تسفير الشباب السلفي الى سوريا عبر ليبيا و تركيا لإفراغ الساحة من جهة و مقاومة نظام بشٌار الأسد في صفقة توفير “الجهاديين” كيد عاملة للحلف القطري التركي السعودي لإسقاط نظام الأسد !
يقول أحمد نظيف في الصفحة 158 من كتابه “بجهد كبير شارك الجهاز الخاص السري التابع لحركة النهضة في عمليات تهريب واسعة النطاق لعناصر التيار الجهادي خاصة تلك التي تعلقت بها تهم قضائية أو ملاحقات أمنية كان قائد الجهاز الميداني مصطفى خضر بالتنسيق مع شبكة واسعة من العناصر الأمنية في جهازي الشرطة و الحرس يقوم بتسهيل خروج المئات من الشباب السلفي عبر منفذ بنقردان البري مع ليبيا و من خلال مطار تونس قرطاج كان هم خضر و رئيسها المباشر رضا الباروني صاحب الباع الكبير تاريخيا في المشاريع الجهادية التخلٌص من القواعد السلفية الجهادية نحو ليبيا و سورية و العراق خدمة لحركتهما محليا و لمشاريع حلفائهم إقليميا و دوليا “.
و يضيف في نفس السياق “هذه الخطة التي كان هدفها إخلاء البلاد من الجهاديين كي تستقر الأمور لفائدة حركة النهضة وتوطد أركان حكمها كانت تتقاطع دوليا و إقليميا مع خطٌة اخرى ذات أهداف أكبر هي إسقاط النظام الحاكم في سوريا“.
الكتٌاب الصادر في تونس في مائتي صفحة تضمٌن كذلك جردا تاريخيا لكل أحداث الارهاب في تونس منذ 2011 الى جوان 2012 كما تضمٌن وثيقة مقترح احداث اللجنة الآمنية التي عرضها مصطفى خضر على حركة النهضة و يؤكد أحمد نظيف أن خضر كان له دور كبير في هندسة التغييرات الوظيفية في وزارة الداخلية و الأجهزة الأمنية في سنتي 2012 و 2013.