-
اتفاقية وزارة الصحة مع المصحات الخاصة تحدد الإقامة ب 2.500 دينار الليلة الواحدة…..!!!؟؟
بقدر ما كشفت أزمة كورونا مدى روح التضامن التي تسكن معظم التونسيين فإنها كشفت عن فئة أخرى من التونسيين من بينهم آلاف الموظفين الذين وقفوا في الطوابير من أجل الحصول على مبلغ 200 دينار المخصص للمعدمين تماما دون مراعاة الحد الأدنى من التضامن مع الفقراء. لكن ليس هؤلاء فقط الذين كشفتهم كورونا بل نوعية من “رجال الأعمال” اللاوطنيين الذين جمعوا ثروات من خلال القروض و الأمتيازات منها الأعفاء الجبائي وأعفاءات التغطية الأجتماعية التي مكنهم منها الرئيس الراحل بن علي في قطاع السياحة مثلا إذ أن الباعثين السياحيبن منحتهم الدولة الأرض بالمليم الرمزي ومنحتهم قروضا بشروط ميسرة و بخمس سنوات أمهال و دفعت عنهم مساهمات الضامن الأجتماعي لمدة خمس سنوات و في كل أزمة في قطاع السياحة تتدخل الدولة لمنحهم تعويضات و آخرها في 2015!
و في المقابل لا يقدمون شيئا للمجموعة الوطنية بل معظمهم لا يحترم حتى حقوق العمال ولا حقوق شركتي الكهرباء و الماء ويتعامل مع السائح التونسي بنظرة أستعلاء وأحتقار رغم أن السائح التونسي ينفق أضعاف ما ينفقه السائح الأجنبي.
هذه الفئة من رجال الأعمال اللاوطنيين الذين ينهبون الدولة هم الذين يرفضون اليوم إيواء المصابين بمرض كورونا في نزلهم في المقابل يطالبون بالأمتيازات و التعويضات و قد عبر طارق الشريف رئيس كونكت عن هذه الشريحة الغريبة عندما طالب بقطع أجور العمال و الموظفين لأنهم لا يعملون الآن و بالتالي لا موجب لحصولهم على مستحقاتهم!
إن الرأس مالية في أبشع صورها والغريب أن أغلب هؤلاء الراسماليين اليوم كدسوا ثرواتهم من الدولة بالقروض والأمتيازات والشريف أحدهم إذ حصلت منظمته على دعم من الدولة في سابقة لا نجد لها نظيرا في العالم.
و للحقيقة ليس الباعثون السياحيون هم الفئة الوحيدة التي نهبت الدولة وتنهب المواطن وتستغل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد فمن يشاركهم في غياب الوطنية والمواطنة بعض أصحاب المصحات الخاصة الذين رفضوا مد يد المساعدة للدولة ويريدون تسعير إقامة المريض الواحد في اليوم بحوالي ثلاث آلاف دينار في الوقت الذي كان يفترض أن يكون السعر رمزيا لمساعدة الشعب التونسي على تجاوز هذه المحنة.!
أمام هذا التعنت من عدد من أصحاب النزل والمصحات الخاصة وفي وضع كالذي نعيشه ليس أمام إلياس الفخفاخ إلا الضرب بيد من حديد على هؤلاء بتسخير النزل والمصحات الخاصة فنحن أمام خطر داهم تهدد أرواح التونسيين و لا وقت للجدل وأمام أرواح التونسيين وحياتهم تسقط كل القوانين الأخرى فحياة المواطن خط أحمر مقدس ولكن هل يملك الفخفاخ الإرادة لإتخاذ قرار كهذا؟