أصدرت الجامعة العامة للصحة بيانا حذرت فيه من تسييس قضية أدعاء النائب عن أئتلاف الكرامة محمد العفاس بأن مجموعة من النقابين في مدينة صفاقس من قطاع الصحة أعتدوا عليه منذ أيام و ذلك بعد أحتفاظ النيابة العمومية بأربعة من قطاع الصحة منهم مبروك شطورو من النقابة الأساسية لمستشفى الحبيب بورقيبة و مراد الحمروني من النقابة الأساسية لمستشفى الهادي شاكر و أثنان من الأعوان.
هذه القضية واضح أن لها خلفية سياسية فمنذ ظهوره كأئتلاف سياسي لم يتأخر القياديون فيما يعرف بأئتلاف الكرامة مثل سيف الدين مخلوف و محمد العفاس و عماد دغيج و غيرهم بالتهجم على الأتحاد العام التونسي للشغل و قياداته مستحضرين سوابق ميليشيات حماية الثورة التي ورثوها في الأعتداء على مقرات الأتحاد العام التونسي للشغل في 2012 و تم تتويج سلسلة الأعتداءات على المقرات الجهوية والمحلية بالأعتداء على المقر المركزي في ساحة محمد علي و تعنيف النقابين و محاولات “أحتلال” المقر مثل ما فعلت المليشيات التي كلفها محمد مزالي غفر الله له في 1985.
أن عداء الحركات الأسلامية للعمل النقابي قديم ومتصل بجوهر أطروحاتها يضاف إلى ذلك أن الأتحاد العام التونسي للشغل هو القلعة الوحيدة التي مازالت ثابتة و صامدة في الدفاع على التحديث والخيارات الأجتماعية لدولة الأستقلال و حرية المرأة و القطاع العام في الوقت الذي أندثرت فيه كل الأحزاب التي تتبنى هذه الأطروحات لتستفرد حركة النهضة بالمشهد السياسي و حليفها أئتلاف الكرامة.
فما يحدث اليوم في صفاقس هو أستهداف واضح للاتحاد يقوده أئتلاف الكرامة بالنيابة عن أطراف أخرى فشلت في حربها على الأتحاد و أجبرتها التحولات الأقليمية و الدولية على التخفيف من حدة العداء المنظمة الشغيلة في إطار ما يسمى بالمراجعات الفكرية التي لم نر منها شيئا في الحقيقة أكثر من بعض الشعارات للتسويق السياسي. إن أستهداف الأتحاد اليوم وخاصة قطاع الصحة ستكون له عواقب وخيمة على الوضع الصحي في ظرف تواجه فيه تونس فيروس كورونا الذي يفتك بالعالم.