-
الرئيس يشيطن القطاع الخاص… و وزير المالية ينوه بمجهوداته في تحقيق التنمية…!!؟؟
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
لم يخلف الرئيس قيس سعيد عاداته في رفع الشعارات الثورجية بلغة خشبية ضمنها لأول مرة بعض الألفاظ بالدارجة التونسية؛ خطاب سعيد لم يتضمن أي أجراء عملي يمكن أن يقدم حلولا للفقراء و المحتاجين و الذين فقدوا موارد رزقهم في مرحلة أقتصادية ونفسية صعبة.
و في الوقت الذي كان من المفروض أن يؤكد فيه على المصالحة و الوحدة الوطنية و التضامن و طي صفحة الماضي أختار سعيد أن يحاكم الأثرياء ويتهمهم جميعا بالفساد ليعود بنا إلى سنتي 2011 و 2012 و هي دعوة صريحة لأفتكاك أرزاق الناس و ممتلكاتهم انه خطاب لبث الفتنة و تشريع العنف و الهروب من المسؤولية فيبدو أنه مازال لم ينتبه إلى أنه رئيس كل التونسيين و أن الحملة الأنتخابية التي بناها على الشعارات و”النظافة” و أنتهت و كنا ننتظر أن يريح وحدات الأمن الرئاسي من تأمين موكبه اليومي و التفرغ لمهام أخرى عوض أن يكلف ميزانية الدولة كل يوم مصاريف نحن في غنى عنها.
و يبقى المبدأ الأساسي الذي لا اختلاف و لا جدال فيه هو محاسبة الفاسدين و كل من استولى على المال العام.
و بالرغم من أن عددا كبيرا من رجال الأعمال قصروا في دعم ميزانية الدولة و قصروا في دعم جهود التضامن الوطني – و فضلوا تمويل احزابا سياسية حاكمة في السنوات الأخيرة- لكن لا شيء يبرر للرئيس التحريض عليهم و المزايدة وتذكيرنا بأقتراحاته التي لم تنفذها حركة النهضة في 2012 ونسي الرئيس كذلك أنه ليس كل أصحاب المؤسسات لصوص وليسوا كلهم مخالفون للقانون أو صنعوا ثرواتهم من الأزمات فهناك رأس مال وطني تحتاجه تونس اليوم أكثر من أي وقت مضى.
على أن أثرياء تونس – الذين لهم الحرية المطلقة لاكتساب ثروات و المحافظة عليها بكل شفافية بل حتما تنميتها و تطويرها – لا بد أن يدركوا أن الوضع الاستثنائي يتطلب مجهودا استثنائيا و أن كل تقاعس و تهاون يعود عليهم بالكثير من المضرة و يفسح المجال أمام أطراف تتقن فن اقتناص فرص الشيطنة و تحويل هذا الملف إلى أصل تجاري…!!؟؟
مرة أخرى يرتكب الرئيس خطأ فادحا تجاه التونسيين وينسى أنه رمز لوحدة الدولة و الشعب و أن المرحلة الدقيقة تحتاج إلى الحكمة و التضامن و رفع المعنويات و ليس التحريض و الفتنة!
و يذكر أن رئيس الحكومة الحالي الذي اختاره رئيس الجمهورية كان هو بالذات وزير المالية في الفترة التي حددها قيس سعيد…
و يذكر كذلك أن وزير المالية الحالي نزار يعيش نوه في مداخلته الاستثنائية الاسبوع الماضي بالدور الوطني الذي يقوم به القطاع الخاص الضامن للتنمية فلا تقطعوا الشجرة التي تتنفس بها رءتا تونس…
و المؤسف أكثر أن هذا الخطاب كان في مجلس الأمن القومي الأمل الوحيد و الأخير للتونسيين.