كتبت الدكتورة زينب التوجاني أن فيروس كورونا فضح العقل الباطن للتونسيين و كشف أسوأ ما فينا.
“صباح الخير. افقت هذا الصباح على فيديو فرنسيين يغنون لطواقهم الطبية و يصفقون. و على تدوينات بعض للتونسيين الذين جعلوا من نصائح دكتورة متميزة في العلوم الجرثومية مدار سخريتهم. لأنها نصحت العائلات بالخفاظ على مسافة متر بين الأفراد و التباعد بين الأزواج لان المرحلة الثالثة هي مرحلة انتشار الفيروس.
و لاحظت كذلك سخرية البعض من الورقة النقدية الجديدة و استهزاءهم من الأواني و تلاعبهم برمزية الصورة بايحادات عنيفة و بقدر ما كانت رسالة البنك المركزي عظيمة الدلالة فإن التدوينات الساخرة تدل على ثقل الرسالة الرمزية التي تبعث بها صور الطيبات و العاملات و الشخصيات النسائية التاريخية على الضمير الباطريركي الحزين الخائف.
لا يفوتني ان الاحظ ان بعض التدوينات العميقة الراقية تثلج الصدر و كذلك يعض الارواح السامية التي تنشر في هذا الفضاء الأمل و الاحترام و الضحكة الصافية.
لاحظت البارحة و انا اتابع برنامج لطفي العبدلي عودة الخطاب الديني بقوة.. كل ضيوفه الحوا على التوبة… نوفل الورتاني تحدث عن تويته و صلاته.. ثم جاء بعده مغني شعبي و تحدث ايضا عن تويته. مثل هذه الخطابات في مثل هذا الظرف ستدعم بلا شك التيارات الصحوية.
بالمقابل يتم الاستهزاء بالاطباء و حتى نصاف بن علي المرأة التي أطلقت صيحة الفزع يتم شتمها اليوم لأنها تحسب على حكومة النهضة و تشتم بكونها الستار الذي سيختفي وراءه المكي و يعلق فشله…
هذه المحنة ستكشف أجمل مافينا و اقبحه و غرائزنا و مخاوفنا و آمالنا و درجة عقلانيتنا و تحضرنا و نوعية القيم التي نؤمن بها.”