قدم المخرج المسرحي أنور الشعافي قراءة مسرحية في خطاب قيس سعيد أمس و أعتبره “موزع آلي للكلام” و هذا ما كتبه أنور الشعافي قراءة مسرحية في خطاب الرئيس كنت قد كتبت عن قيس سعيد قيل انتخابات الدور الأول فأطلقتُ عليه صفة (الموزّع الآلي للكلام).
و قد تأكد ذلك في كل مرة يخاطب فيها مستخدمي الموزعات الآلية و هم الشعب التونسي. سنحاول فيما يلي قراءة ظهوره الإعلامي الأخير : على مستوى الشكل : خلفية ظهور الرئيس لم تكن موفقة من قبل المخرج لأنها خلفية ستالينية حيث يوجد بابان مغلقان على يمينه و على يساره مع شكلهما الخارجي المتمثل في أحجار بيضاء مبنية في شكل جدار َ كما أن المساحة المرمرية خلفه توحي بالبرود و انعدام النشاعر و كل هذا يُرسّخ عدم التواصل بالإضافة إلى تواجد شعار تونس (حرية -نظام-عدالة) مخفيا خلف رأس الرئيس مما يدفع بقراءة سلبية لهذه القيم الجمهورية.
على مستوى النضمون : يصر رئيس الدولة على استعمال اللغة العربية في كل المناسبات باختلافاتها رغم عدم إتقانه لقواعدها تماما فالخطاب مليء بالأخطاء اللغوية و كذلك على مستوى تلفّظ الحروف التي يخضع كل واحد منها إلى مخرج معيّن ( أسناني ، حلقي ، شفوي ، حنكي صلب ، حنكي رخو ، إلخ) كما جاء الخطاب خاليا من الإيقاع و بالتالي خال من التأثيرو التحفيز على المتابعة مما يجعل الخطاب علاجا للأرق. كما افتقر الخطاب إلى المنهجية و كان مليئا – كعادته- بالحشو و الإستطرادات و الإنشائية العقيمة.
لم يلبس قيس سعيّد يوما جبة الرئيس فهو يخاطب منظوريه مثل طلبة في مدرج جامعة و عليه الإلتجاء إلى خدمات مختصين في التواصل أو تلقي دروس في المسرح – و قد عبّر عديد الزملاء عن تطوّعهم لذلك- فالسياسة لم تعد تُمارس بالغريزة و أغلب زعماء العالم قد تلقّوا دروسا في ذلك.