تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
كتب حفيد الزعيم الحبيب بورقيبة معز بورقيبة أمس تدوينة كشف فيها عن رفضه التواصل مع هيئة الحقيقة و الكرامة التي ترأسها سهام بن سدرين بعد أن طلبت منه السيدة بن قمرة تقديم شكوى للهيئة ضد بن علي !
حفيد الزعيم معز بورقيبة قال في تدوينته أنٌه أغلق سماعة الهاتف ضد من أتصلت به دون أن يعلِّق بشيء و قد كشفت هذه التدوينة النفاق السياسي و الأخلاقي الذي تمارسه هيئة الحقيقة و الكرامة التي أعتمدت يوم 1 جوان 1955 كبداية لعملها و قبول الأعتراضات و الشكاوى و بالتالي إدانت منظومة الحكم منذ عودة الزعيم الحبيب بورقيبة الى تونس في 1 جوان 1955 عندما أستقبله ألاف التونسيين كزعيم للحركة الوطنية والأستقلال الذي لم يكتمل وقتها .
لقد بنت السيدة سهام بن سدرين مشروعها للحقيقة و الكرامة و العدالة الأنتقالية على “الثأر” من نظام بورقيبة و تجريمه لتلتقي في ذلك بحليفها الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي و كانت في كل مواقفها و تدخلاتها تستهدف نظام الدولة الوطنية في عهديه بورقيبة و بن علي فكل سنوات الأستقلال كانت سنوات قمع و أستبداد و كل الذين حاولوا الانقلاب على الدولة و المتورطين في القتل و أستهداف التونسيين سواء من أنصار صالح بن يوسف أو أنقلاب 1962 أو العدوان على مدينة قفصة الممول من المخابرات الليبية او تفجيرات النزل في صيف 1986 أو محاولات الأنقلاب في 1986 و 1987 و1991 أو أرهابيو سليمان في 2006 فكل هؤلاء الذين أجرموا في حق الدولة و الشعب أبرياء و أبطال في عرف هيئة الحقيقة و الكرامة أما الذين تورطوا في توفير الغطاء السياسي للاغتيالات و التسفير و أنتشار السلاح و رش سليانة فهؤلاء أبرياء يتعرضون للتشويه والإدعاءات الباطلة !
منطق أعرج
لقد حذّر عدد كبير من الحقوقيين من خطورة أنحراف مسار العدالة الأنتقالية أولهم خميس الشماري الذي أستقال و كذلك بعض أعضاء الهيئة المستقيلين او المقالين مثل زهير مخلوف إذ حوٌلت سهام بن سدرين معركة العدالة الآنتقالية الى معركة لإدانة نظام بورقيبة و بن علي في حين يفترض أن تكون هيئة بهذه الأهمية على مسافة واحدة من الجميع الضحايا و المتهمين لكن سهام بن سدرين حوٌلت الهيئة الى هيئة للعدالة الآنتقامية و الغريب أن أشغال الهيئة أنتهت قانونيا لكن سهام بن سدرين مازالت مصرٌة على تصفية الحسابات و تعفين المناخ السياسي و الأجتماعي في وقت تحتاج فيه تونس الى من يضمد الجراح !