تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
لئن كانت أستقالة مجموعة من نواب قلب تونس من الكتلة و من الحزب متوقعة فإن مآل هؤلاء المستقيلين مازال غير واضح لكن الأقرب أنهم سيلتحقون بكيان سياسي جديد مازال غامض الملامح بأستثناء واجهته و هي حسونة الناصفي الذي تؤكد كل المؤشرات أنه أنطلق بالسرعة القصوى لتأسيس مبادرة جديدة ظاهرها تجميع العائلة الوسطية وجوهرها محاصرة عبير موسي و حزبها الذي يرفع شعار القطع مع الأسلام السياسي.
لا توجد معطيات دقيقة إلى حد الآن يمكن الأطمئنان إليها أو الجزم بها لكن المؤشرات الأولى تؤكد أن الأستقالة الجماعية ل11 عضو من قلب تونس في أنتظار أستقالات أخرى تندرج ضمن مشروع أكبر عنوانه تأسيس كتلة كبرى يقودها حسونة الناصفي و لكن هدفها الأساسي قطع الطريق على عبير موسي و حزبها عبر تجميع أكثر ما يمكن مما يسمى بالعائلة الوسطية و من بينهم الدساترة يتقدمهم الحاصلون على صك البراءة من راشد الغنوشي من نوع محمد الغرياني و كمال مرجان و غيرهما و ذلك بعد تأكد النهضة من فشل حزب تحيا تونس و نهاية رئيسه يوسف الشاهد الذي كان يستمد في سلطته من الحكومة و من السلطة.
مبادرة الناصفي لا تحظى بدعم الغنوشي فقط بل تحظى بدعم إلياس الفخفاخ أيضا الذي يبحث عن حزام سياسي لا تكون النهضة هي الفاعل الوحيد فيه ولا الأحزاب “الثورية” مثل التيار الديمقراطي و حركة الشعب كما يحظى أيضا بدعم قيس سعيد الذي يبحث عن الثأر من غريمه نبيل القروي عبر تقزيم حزبه فالجميع رابحون في هذه المبادرة الجديدة التي بدأ حسونة الناصفي في الترتيب لها – رغم رفضه المعلن – فالمهم اليوم هو أولا تقزيم الكتلة الثانية في مجلس نواب الشعب حتى لا تنجح في تشكيل تحالف مع كتلة الدستوري الحر وبعض المستقلين وربما كتلة المستقبل و ثانيا قطع الطريق أمام حزب الدستوري الحر حتى لا يقود المعارضة بأختلاق حزب جديد يرفع شعار المصالحة الوطنية و المصلحة الوطنية و الوفاق و المراجعة السياسية مع حركة النهضة التي لا تخشى شيئا أكثر من حشرها في الزاوية وبناء رأي عام أجتثاثي ضدها.
قد ينجح حسونة الناصفي الذي يبدو أن هناك عائلات وازنة تقف وراءه في جهة قابس على الأقل لها أرتباطات مع مجموعات الأسلام السياسي وخاصة حركة النهضة و لكن هذا النجاح إذا حصل فلن يستمر طويلا لأن حركة النهضة وكل الأحزاب الأسلامية لا تؤمن بشيئ أسمه التحالف.
و الأيام بيننا ؛ فحسونة الناصفي هو الرهان الجديد لحركة النهضة فهل سينجح في مسعاه و يقطع الطريق على عبير موسي لأجل وفاق و مصالحة و همية؟
و قد تكون ورقة” المصالحة” الوطنية ورقة الضغط التي سيتم استعمالها هذا المرة لفرض الالتحاق بالجسم الحزبي “الدستوري” الجديد …!!؟؟