لوحظ أمس الغياب الكامل لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ الذي اكتفى ببيان باهت لا قيمة له غاب عنه التنديد الصريح و المباشر بهذه العملية الإرهابية كما صمتت معظم الأحزاب و حتى الأحزاب التي أصدرت بيانات كانت بياناتا خشبية و لم تسمي الأشياء بمسمياتها بعد أن أصبح التكفير تحت قبة مجلس نواب الشعب.
و على عكس أرتباك الطبقة السياسية التي تعايشت مع الأرهاب بل أن بعضها يبرره مثل أئتلاف الكرامة فإن ردود الفعل الدولية كانت صارمة إذ أعلن السفير الأمريكي عن غضبه من هذه العملية و لا نعتقد أن الإدارة الأمريكية ستصمت عن أستهداف سفارتها الذي قد تكون وراءه أطراف خارجية لها حسابات مع الولايات المتحدة الأمريكية و أختارت الأراضي التونسية لتنفيذ حساباتها. و هو ما ستكشف عنه التحقيقات فالمعروف أن العقيدة الأمريكية لا تتسامح مع من يمس من علمها الوطني او مواطنيها أو سفاراتها و قد يتأخر الرد لكنها لا تنسى و ملف خريف 2012 مازال مفتوحا. على التمادي في هكذا اعتداءات و تحديات حتى للادارة الأمريكية الحالية….!!!
كما عبر سفير الأتحاد الأوروبي عن أستياءه لهذا الحادث و سارعت سفارة فرنسا بتونس لتحذير مواطنيها و التنقل للضرورة القصوى و الأبتعاد عن منطقة البحيرة و هو ما يعني أنها لم تعد تثق كثيرا في السلطات التونسية.
إن ما يحدث في تونس اليوم هو نتيجة التعاطي السياسي مع الأرهاب و تساهل القضاء مما خلق بيئة ملائمة لانتشار ثقافة القتل و التكفير و الأغتيال إلى حد وجود عناصر من مليشيات حماية الثورة تحت قبة المجلس و هذه سابقة لم يعرفها أي بلد في العالم.
حادث السفارة أمس لن يمر بسهولة فستكون له تبعات و تبعيات فالواضح أن القوى الدولية لم تعد تنظر بعين الرضا عن الطبقة السياسية العاجزة عن الحكم و التي حشرت البلاد في سياقات غريبة لم تعرفها سابقا و لا تتلاءم مع ظروفنا الأقتصادية و الأجتماعية الهشة كبلد صغير و قليل الموارد يعيش من السياحة و الفلاحة التي تعاني من الجفاف و من الفسفاط المتوقف تقريبا و لم تبق إلا السياحة التي لا يمكن أن تنتعش هذا العام إذا تواصلت لا قدر الله مثل هذه الأعمال الأرهابية أو أنتشر فروس كورونا اللهم أحمي تونس من بعض أبنائها الذين لا يريدون لها خيرا.