-
ارتمى في أحضان النهضة و تحول إلى مجرد “صانع” عندها
-
نفس مصير مزالي، المرزوقي، بن جعفر و قائد السبسي…!!
تونس – “الوسط نيوز” – كتب: مصطفى المشاط
قدم اليوم إلياس الفخفاخ حكومته أمام مجلس نواب الشعب و من المفروض أن تحظى بعدد أصوات قد يبلغ 120 صوتا ليصبح رسميا رئيسا للحكومة و تنتهي بذلك حقبة يوسف الشاهد الذي تولى رئاسة الحكومة منذ نهاية شهر أوت 2016 ليكون بذلك أطول رئيس حكومة شغل المنصب خلال ثلاث سنوات و نصف و هي فترة لم تتوفر لأي رئيس حكومة بعد 14 جانفي محمد الغنوشي الباجي قائد السبسي حمادي الجبالي علي العريض مهدي جمعة الحبيب الصيد.
و رغم المدة الطويلة التي قضاها الشاهد في القصبة و رغم الحزام السياسي و الأجتماعي الذي سانده (حكومة الوحدة الوطنية) وثيقة قرطاج 1 و 2 إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال على مستوى الرصيد الحكومي و على مستوى الرصيد السياسي. و قد كانت “الوسط نيوز” نبهت في وقتها إلى خطورة ممارسات الشاهد و كلفها ذلك ما كلفها… و نبهت منذ بداية الأزمة بين القصبة و قرطاج الى ضرورة الوفاء للرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله و عدم الأرتماء في أحضان حركة النهضة.
لكن يوسف الشاهد فعل كل شيئ من أجل أن يكون “صانع” لدى حركة النهضة في حربه مع الباجي و نجله حافظ قايد السبسي فقدم للنهضة ما لم يقدمه لها لا علي العريض و لا حمادي الجبالي و من خلاله حققت كل طلباتها في التعيينات في الإدارة و في الداخلية و قد كانت إقالة لطفي براهم أحد طلبات النهضة التي حققها لها الشاهد للتخلص من رجل يملك الكفاءة و الكاريزما و قد يشكل خطرا على حركة النهضة في المستقبل و تمت فبركة قصة من الخيال مازالت محل تتبع قضائي بطلها الكاتب الفرنسي نيكولا بو الذي مازال محل تتبع في باريس في القضية التي رفعها براهم و تمت قبل ذلك ازاحة الفاضل عبد الكافي بنفس الطريقة تقريبا و اعتماد نفس “الماكينة” تم بعدها ازاحة خالد قدور في مسرحية “جهنمية” لم يسجلها تاريخ الحكومات في العالم…!!! أما عن ملف صابر العجيلي و عماد عاشور… فحدث و لا حرج…!!!
الشاهد أدعى أنه يحارب الفساد و قامت النيابة العمومية في هذا السياق بمجموعة من الإيقافات و وضع بعض رجال الأعمال قيد الأقامة الجبرية لكن اغلبهم تم غلق ملفات التتبع وتم أطلاق سراحهم في حين لم يتم فتح ملفات بعض النافذين الذين تتعلق بهم شبهات فساد و منهم من هو قريب من الشاهد و له قضايا جارية في المحاكم مما يجعل من حربه على الفساد محل سؤال كبير.
أخفاق الشاهد لم يتوقف عند هذا الحد بل يمكن أعتباره مسؤولا إلى حد كبير على تشتت المشهد الحزبي بعد تدميره لنداء تونس ليلتقي في ذلك بحافظ قايد السبسي ومحسن مرزوق فكلاهما شارك في تفكيك الحزب الذي علق عليه التونسيون آمالهم في وضع حد لتغول حركة النهضة و الأسلام السياسي و تأسيسه لحزب جديد كان نهاية نداء تونس لأنه أستعمل الإدارة و قفز إليه الأنتهازيون لأعتقادهم أن الشاهد سيكون الرئيس القادم أو على الأقل رئيس حكومة و من هنا تم تخصيص جوقة كاملة لتشويه عبدالكريم الزبيدي الذي أعتبره الشاهد عدوا فكانت النتيجة صعود رئيس مازال الغموض يحيط بمسار وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
أما الأخفاق الأقتصادي و الأجتماعي فلا تسأل من أنهيار الدينار إلى التضخم إلى الأسعار فالحصيلة على جميع الملفات كانت سلبية في الوقت الذي كان يمكن أن تكون أفضل خاصة في المستوى السياسي فهو مازال شابا و قادرا على صياغة تجربة سياسية محترمة لكنه تسرع و وضع كل بيضه في سلة النهضة دون أن يدري أن الحركات الأسلامية لا تؤمن بالتحالف وكل من توهم التحالف معهم أنتهى وآخرهم يوسف الشاهد و هو نفس مصير محمد مزالي و نجيب الشابي و مصطفى بن جعفر و منصف المرزوقي و الباجي قايد السبسي.