التلفزة كانت وراء الكثير من أشباه الفنانين !
تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
يحتفل الشهر القادم المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بقبلي بالذكرى الأولى لتأسيسه هذا المركز الذي بعثته وزارة الثقافة في منطقة تطل على الصحراء الكبرى و لها تجربة عريقة في الممارسة المسرحية.
مكرم السنهوري الذي نشأ في جمعية بلدية دوز للتمثيل تم تعيينه مديرا فنيا للمركز و يحمل مشروعا مسرحيا طموحا. كيف يرى هذه التجربة بعد عام من ولادتها ؟
مكرم السنهوري تحدٌث ل“الوسط نيوز”.
كيف تقيٌم عام من عمل المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بقبلي ؟
كما هو معلوم انطلق نشاط مركز الفنون الدرامية و الركحية بقبلي في آخر شهر مارس سنة 2018 و قد أعلن عن انطلاق نشاطه السيد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين و قد كرم المركز رواد الحركة المسرحية بجهة نفزاوة و قدم عروض مسرحية في مناطق حدودية كانت محرومة من هذه العروض و المركز اليوم ينشط في فضاء على وجه الكراء تكفلت مندوبية الشؤون الثقافية مشكورة بخلاص معاليم الكراء في المرحلة التأسيسية و في سنة 2019 سيتكفل المركز بسداد معاليم الكراء من ميزانيته و أرجوا أن يعامل مركز الفنون الدرامية بقبلي بشكل خاص في مخطط الميزانيات و تساعدنا وزارة الإشراف على أعباء كراء الفضاء إلى أن تنطلق أشغال بناء مركز نموذجي لطالما حلمنا بيه و بقاعة عروضه التي يفتقدها مركز الولاية.
هذا العام سنوجه كل جهدنا للانتاج و سيكون أحباء المسرح في ولاية قبلي على موعد مع إنتاج مسرحي للأطفال بدعم من وزارة الشؤون الثقافية و قد قدم في الاجال لإدارة الفنون الدرامية و الركحية و إنتاج مسرحي للكهول قدم في اطار مشروع وزارة الإشراف لمزيد تدعيم مؤسسات العمل الثقافي تحت عنوان ثقافة الجنوب و الصحراء و هذا المشروع هو جوهر العمل على الخصوصية الثقافية لجهة قبلي لأننا نريد مركزا مختلفا من حيث الطرح الجمالي و الفكري و أن تكون قضايا المسرح ملتصقة بواقع الناس كي لا نعمق الاغتراب لأننا اليوم بإعتقادي نحتاج إلى منبه دائم يعزز انتمائنا للوطن الذي قدمت أجيال كثيرة عبدت بدمائها الصحراء لتكون جزءا من تونس العزيزة على قلوب كل وطني حر و بذلك نواجه كل أصوات المخربين و العابثين بالأرواح و العقول و أصحاب المشاريع الهدامة.
كيف تجد نفسك بين جمعية هاوية و مركز محترف ؟
أذكر جيد عندما كنت طالبا في المعهد العالي للفن المسرحي انعقدت ندوة علمية في مهرجان دوز العربي للفن الرابع بعنوان بين الهواية و الاحتراف و هو موضوع يشغل الباحثين و المتابعين هل هو تصنيف هيكلي أم هو منهاج عمل و دربة ؟ و في اعتقادي أن هذه التصنيفات قد تضلم تجارب هاوية مهمة في تونس من حيث إمكانية تقديم مشاريع للدعم العمومي أو في خلاص معاليم العروض فكثير من الهواة اليوم يقدمون للمسرح ما لم يستطع أن يقدمه بعض المحترفين لأن المحرك الأساسي للمسرح هو حب الشئ و الرغبة في تقديم الإضافة للمشهد الثقافي و ربما سقط بعض المحترفين في اختبار المهني أي أن الاحتراف كهيكل لا يعني مطلقا التزاما طبيعيا بأخلاقيات المهنة المسرحية إنتاجا و سلوكا في رأي لابد أن تكون جودة الأعمال هي المصنف الحقيقي لكل صاحب مشروع مسرحي مقدم للجنة الانتقاء لا الهيكل و لا التصنيف هاوي أو محترف الدعم لمن يستحقه بجدارة و يبرهن على أنه صاحب مشروع متفرد و مجدد لا مستنسخا لتجارب غيره.
كيف ترى دور المراكز الجهوية للفنون الدرامية في دفع الحركة الثقافية ؟
دور المراكز مهم جدا في كونها مراكز إنتاج مسرحي عمومي وجب دعمها لتكون هي النموذج و لا يجب أن نتعامل معها كما نتعامل مع القطاع الخاص بل هي التي يجب أن نصب كل تركيزنا لإنجاحها لأنها مؤسسات مواطنية ملك لعامة الشعب و يجب أن تعبر عن شواغله و تكون بمثابة المرآة التي يرى فيها قضاياه و نرفض أن تساهم هي الأخرى في اغترابه بسبب الأطروحات النرجسية للمبدعين و في مسألة التكوين التي يدور دائما حولها لغط كبير المراكز لا تعوض مطلقا معاهد الفنون الدرامية التي هي المكان الطبيعي للتكوين الأكاديمي و يقتصر دورنا في المراكز على ورشات تعرف الناس أبجديات اللعبة المسرحية و تشعل الجذوة عند الهاوي للمسرح وتدفعه أن يكون أحد أفراده المستقبليين.
مراكز الفنون الدرامية بعد تعميمها لابد أن تكون خلية نحل لا تهدئ فيكون لها حضور جهوي في كل التظاهرات و المهرجانات الدولية و يتم توعية المسئولين في الجهات بكون مركز الفنون الدرامية هو مؤسسة وطنية تهتم وتشارك و تنظم كل ماله علاقة بالفن الدرامي و العروض الفرجوية للمهرجانات الدولية داخل الجهات.
هل يزعجك غيابك عن التلفزة و قلٌة حضورك في السينما ؟
التلفزة لذلك المحرار سحر آخر عند جمهورنا العريض فكثير من أشباه الفنانين صنعهم التلفاز و الحمد لله أنا لست أحدهم فالكل يعرف كيف يكون طريقك لتصل التلفاز و أنا لم أذهب في حياتي يوميا لكاستينغ له علاقة بأي قناة تلفزية لأني لا أرى في ماتقدمه مشاريعنا الدرامية الا تكريسا للرداءة و الغباء و لو كانت تجربتنا الدرامية مثل سوريا أو مصر مثلا لسعيت جاهدا أن أكون أحد نجوم الشاشة الصغيرة شاشتنا ستبث شوفلي حل سنة 2030 فلماذا أشغل نفسه بمشروع التلفاز في المقابل تشغلني السينما أكثر و كنت أسعى دائما لأكون حاضرا حتى جاءت الفرصة كبيرة مع فيلم بنزين لسارة العبيدي و هي أول خطوة في طريق السينما أرجوا أن تتواصل قريبا في مشاريع جديدة.
ماهو سر نجاح فرقة بلدية دوز للتمثيل ؟
فرقة بلدية دوز للتمثيل منذ تأسيسها سنة 1985 و في هذا التاريخ رونق خاص لأني ولدت في نفس السنة و التحقت مبكرا و أنا في السنة 16 عشر بهذه المدرسة المسرحية الوطنية وهي مدرسة تعلم الناس الرقي والحب وتكرس ثقافة العمل الجماعي وهو سر نجاحها و تفردها و يأثر أعضاءها على أنفسهم مؤمنين بشعار الفرقة أولا فكل مداخيلها و إنجازاتها تذهب مباشرة لدعم الانتاج و التجهيز و اليوم تعد قطب مسرحيا لا يقل شئنا عن مراكز الفنون الدرامية من حيث الانتاج حيث من المقرر أن تقدم فرقة بلدية دوز أربع انتاجات مسرحية لهذا العام و هي مسرحية عطش نص الناصر عبد الدائم سينوغرافيا و إخراج مكرم السنهوري بدعم من صندوق التشجيع على الإنتاج الأدبي و الفني لسنة 2019 و موندراما الجدود لخيري بن عمرو التي ستمثل تونس في مهرجان قرطاج الدولي للموندراما وديو– دراما (المسرح الثنائي) بية لهادية عبيد و رماح السنوسي و مسرحية للأطفال اصدقاء الشمس تأليف جاسم محمد صالح, سينوغرافيا و إخراج غسان الجديدي و يدير الفرقة المؤسس الفنان منصور الصغير و بإدارة فنية أتشرف بها كمهمة تكليف لا تشريف إيمان منهم بقدرتي على تقديم الإضافة لتجربة تمتد إلى أكثر من ثلاثين عاما من الإنتاج و الإنجازات و هي على سبيل الذكر لا الحصر الإقامة الفنية من أعلى طراز تكون حاضنة لكل المشاريع الفنية من تونس و الخارج و الحافلة الخاصة و دار المسرح و الفنون و مكتبة مسرحية شاملة و أحدث التجهيزات الصوتية و الضوئية.