بعد أخذ و رد حول تشريك حزب قلب تونس في مفاوضات تشكيل الحكومة من عدمه، و بعد تدخّل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و لعب دور الوسيط بين نبيل القروي و الياس الفخفاخ –مجانيا- ، و اصراره على عدم اقصاء قلب تونس، بدأت المعطيات تتغيّر و انقلبت المعادلات.
تنازل الفخفاخ عن موقفه و دعا القروي إلى حضور مشاورات تشكيل الحكومة، و في المقابل صرّح هذا الأخير عقب اطلاعه اليوم الجمعة 07 فيفري 2020، على منهجية تكوين الحكومة و تبادل وجهات النظر حول مضامين و أولويات الوثيقة التعاقدية، بأنه لا يطالب بحقائب وزارية و لا بدخول الحكومة.
على ما يبدو راشد الغنوشي الذي ليس من مصلحته حلّ البرلمان، فإنه يريد لقلب تونس أن يكون حليف الغد علّه يكسب حزاما سياسيا قوي وتتمكّن الحكومة من الحصول على ثقة البرلمان تجنبا لسيناريو انتخابات سابقة لأوانها، لذلك أصرّ على عدم اقصائه.
من جهة أخرى الواضح أن الفخفاخ اشترط حضور نبيل القروي بعدم مشاركته في الحكومة و عدم مطالبته بأي حقيبة.
القارئ الجيّد للأحداث، يدرك أن نبيل القروي وضع نفسه “ماريونات” لدى راشد الغنوشي و سيكون هو الخاسر الأكبر حيث لن يحضى بحقائب وزارية ولن يكون في الحكم ولا في المعارضة.
إذا ما أصبح قلب تونس تحت جناح راشد الغنوشي فإن ائتلاف الكرامة سيكون في المعارضة و بذلك فإن لجنة المالية ستكون له بصفة آلية، لكن السؤال المطروح لماذا يصر الغنوشي على اخراج ائتلاف الكرامة من الحكم.
في انتظار ما ستفرزه الأيام القليلة القادمة، بدأ المشهد السياسي يتضّح حيث تهمّش دور قيس سعيّد و نبيل القروي الذي فقد مصداقيته حول اختلافه مع النهضة، و برز في المقابل دور الغنوشي و عبير موسي التي بقيت على العهد و ظلّت متمسكة بموقفها تجاه جميع الأطراف.
لكن يبقى للسائل أن يسأل هل أن القروي عقد صفقة مع الغنوشي و أي ضمانات تحصّل عليها مقابل رهن حزبه خدمة لملفاته الخاصة.
م.ي