-
تونس بلد المفاجآت… و كم من طامع في الحكم مني بخيبة كبيرة …!!!؟
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تتجه أنظار التونسيين بين ساعة و أخرى للأسم الذي ستعلن عنه رئاسة الجمهورية لتكليفه بتشكيل الحكومة بعد سقوط حكومة الحبيب الجملي مرشح حركة النهضة. و رغم القائمة الطويلة التي وصلت الرئيس قيس سعيد و ما تضمه من أسماء شخصيات لهم خبرة في إدارة الملفات الأقتصادية فإن سعيد قد يختار شخصا من خارجها و قد يكون من المعادين لل”سيستام” مثل الرئيس الذي يرفع شعارات ثورجية ستقود البلاد إلى الفوضى مثل خطابه في سيدي بوزيد و في القصرين و مساندته لمجموعة الكامور الذين يرفعون شعار “الرخ” بعد أن أرسل لهم “فاكس” نعم فاكس يعدهم فيه بمتابعة “مفاوضاتهم مع الحكومة” في مشهد يجعلنا نستحضر النزاعات في بعض الدول مثل السودان مثلا!
أمكانيات أختيار سعيد لرئيس حكومة من خارج السيستام من الثورجيين كبيرة فهو سيضع بذلك أعضاء مجلس نواب الشعب أمام الأمر الواقع فإن قبلوا به سيكون سعيد و الدائرة المضيقة من المحيطين به من الثورجيين هم الحاكم الفعلي في البلاد و نكون أمام وزير أول جديد و إذا رفضوا فسيتم حل المجلس و يعول سعيد من خلال هذا الخيار الوارد جدا على صعود كتلة من الثورجيين يحكم من خلالها و يعدل الدستور و يفعل ما يشاء من مبادرات تشريعية لتغيير نظام الحكم و الدخول في مرحلة من القذافية الجديدة كما قال أستاذه الذي أستبشر في البداية بأنتخابه عياض بن عاشور.
و الغريب أن قيس سعيد الذي يحرض في الشباب على مؤسسات الدولة و منظومة الحكم متغنيا بلغة خشبية بالثورة لم يعرف له أي نشاط سياسي و لا جمعياتي لا قبل 14 جانفي و لا بعدها بل حتى الأضراب الأداري للجامعيين لم يشارك فيه و لم يوقع على أي عريضة في حياته دفاعا عن الحريات السياسية و الأكاديمية بل الأغرب من كل هذا أنه كان من أساتذة القانون الدستوري الذي أشرفوا على ورشات تأطير للتجمعيين للدفاع عن تنقيحات الدستور في 2002…!!!
حساب قيس سعيد هو حل المجلس و تنظيم أنتخابات جديدة و رفض مقترحه لكنه ينسى معطى أساسي أن الأنتخابات الجديدة قد لا تكون نتائجها في صالحه و قد تصعد أحزاب من المنظومة القديمة أو على الأقل من أحزاب ترفض الثورجية و الفوضى و ترفع شعار هيبة الدولة و مؤسساتها و قد تكون النتيجة عكسية تماما و قد يسحب منه المجلس الجديد الثقة لأنه يشكل خطرا على أستمرارية الدولة و السلم الأجتماعي. فتونس بلد المفاجآت و كم من طامع في الفوز يمنى بخيبة كبيرة….!!!