-
الغنوشي… عضو مجلس الأمن القومي في خدمة الباب العالي!
بعد ساعات من سقوط حكومة الحبيب الجملي مرشح حركة النهضة و مباشرة بعد لقاءه مع رئيس الدولة قيس سعيد ؛ سافر راشد الغنوشي رئيس الحركة و رئيس مجلس نواب الشعب إلى أسطنبول و عقد أجتماعا “مغلقا” حسب وكالة الأناضول الأنباء مساء أمس التي نصصت في برقيتها على صفة راشد الغنوشي كرئيس لمجلس نواب الشعب في الوقت الذي قدم فيه الناطق الرسمي بأسم الحركة رواية أخرى لوكالة الأنباء التونسية قال فيها أن الغنوشي إلتقى أردوغان بصفته الحزبية لتهنئته بتصنيع سيارة جديدة…!! و هذه قمة الاستهتار و تهكم الناطق الرسمي للنهضة على الذكاء التونسي و حركة إضافية لاستبلاه التونسيين.
هذه الزيارة ليست الأولى التي يؤديها الغنوشي إلى الباب العالي و يلتقي “أمير المؤمنين” أردوغان زعيم التنظيم العالمي للأخوان المسلمين كما تصفه المعارضة التركية بل أعتاد زيارة أردوغان في المحطات الكبرى بعد أنتخابات 2019 و لكن هذه الزيارة هي الأخطر لأن الغنوشي اليوم هو أحد الرؤساء الثلاث و هو بصفته هذه عضو في مجلس الأمن القومي ومن المفروض أن يطلع مكتب المجلس عن أي دعوة يتلقاها وفحوى اللقاءات التي يعقدها لكن يبدو أن الغنوشي يتصرف و كأنه الحاكم بأمره فوق المسائلة و الحساب.
الواضح أن اللقاء المغلق بين زعيم الأخوان العالمي والزعيم الأقليمي متعلق بالملف الليبي و ما يجب أن تلتزم به حركة النهضة تجاه فائز السراج و تنظيم الأخوان في ليبيا المدعوم من تركيا التي يحلم رئيسها بأحياء الخلافة الأسلامية و أن يكون على رأسها وكل تحركاته في هذا المجال وفق هذا الحلم المجنون وقد وجد في تنظيمات الأخوان ومنها حركة النهضة ما يغذي أحلامه فراشد الغنوشي صرح منذ أيام بأن تونس لا تعترف إلا بحكومة السراج في حين ليس من صلاحياته أن يقدم آراء تتعلق بالسياسة الخارجية و هي من صلاحيات الرئيس قيس سعيد ووزير الخارجية و لم نسمع يوما ما تصريحا من محمد الناصر يتعلق بالشأن الخارجي أو حتى الوطني خارج عمل مجلس نواب الشعب.
إن سقوط حكومة النهضة كان حدثا ستكون له تداعياته لذلك لابد من صياغة خطة جديدة لمواجهة الأحتمالات القادمة التي قد تصل لسحب الثقة من الغنوشي لذلك سارع لزيارة أردوغان لتلقي التعليمات والنصائح فالجلسات المغلقة لا تعقد إلا بين رؤساء الدول أو من أراد أن يضع نفسه في خدمة بلد آخر غير بلده !
لكن هل سيصمت أعضاء مجلس نواب الشعب عن هذا التعدي عن حرمة المجلس؟
سنرى…