اثار تصريح كاتب عام النقابة الاساسية لمستشفى الرازي، كمال بن رحال حول ارتفاع معدل الإيواء بمستشفى الجامعي “الرازي” للأمراض النفسية من 4000 و 5000 مريض سنويا، قبل الثورة، إلى ما يزيد 8000 شخصا بعد سنة 2011 ليبلغ هذا الرقم الى 9400 حالة خلال سنة 2019 من بينهم 1400 طفل جدلا حول خفايا هذه الظاهرة و ما لها من اثار على الصحة النفسية.
لا يختلف اثنان ان المناخ السياسي و الاقتصادي بعد الثورة نال من الحالة النفسية للتونسي و قد أظهرت اخر الاحصائيات ان 75.2 بالمائة من التونسيين يرون أن الأوضاع الاقتصادية تزداد سوء بعد أن كانت هذه النسبة في حدود 60.4 بالمائة.
كما أظهر الباروماتر نفسه أن نسبة التشاؤم قد ارتفعت في صفوف التونسيين من 32.6 بالمائة إلى 38.6 بالمائة. و مما لاشك فيه فان معدلات الأمراض النفسية و العصبية قد عرفت ارتفاعا عند التونسي خلال السنوات الأخيرة بسبب الأحداث المتتالية التي عاش على وقعها عقب الثورة و التي في علاقة مباشرة بالامن القومي و كل تفصيلاته و يحتل الاكتئاب المرتبة الأولى في الأمراض النفسية التي تصيب التونسيين حيث بلغت في السنوات القليلة الماضية 40% فنحو 8,2% من مجموع التونسيين يعانون من حالات الاكتئاب و ان 35% من المقبلين على العيادات بمراكز الرعاية الصحية الأساسية مصابون بهذا المرض النفسي.
هذا فضلا عن ارتفاع ظاهرة الانتحار في صفوف الأطفال و الشباب التي تعد نتيجة مباشرة للحرمان الاجتماعي بمختلف تجلياته. و قد سجل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية في السنوات الأخيرة 281 حالة انتحار و محاولة انتحار منهم 45 حالة في صفوف الأطفال دون سن الـ15 سنة و هو ما يمثل نسبة 16% من مجموع الحالات المسجلة.
و في السنة الماضية سجلت وفق المصدر نفسه 462 حالة منهم 34 حالة أطفال دون سن الخامسة عشرة و هو ما اعتبر باهم مؤشرات التعاسة.
التونسيون مصنفون اقل الشعوب في العالم سعادة…
و هذا التصنيف كشفه تقرير السعادة العالمي لسنة 2018 الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة والذي صنف تونس في المرتبة 111 عالميا وفقا لمعايير تتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي و الرعاية الاجتماعية ومتوسط الأعمار والحريات الاجتماعية و غياب الفساد و لهذا السبب فهم معرضون أكثر إلى الإصابة بالاكتئاب خاصة و ان العوامل الاقتصادية تمثل احد ابرز الأسباب التي تدفع التونسي لهذا المرض النفسي و هو ما يفسر أن الأمراض النفسية سببا مباشرا للعطل المرضية طويلة المدى و عامل مؤثر في ضعف الإنتاجية.
و عليه طالب عدد هام من نشطاء المجتمع المدني الى وضع برنامج وطني للصحة العقلية و النفسية يقيهم عواقب الاضطراب النفسي و الإصابة بالاكتئاب الذي يؤثر على الفرد و الاسرة و المجتمع و الإنتاج.
هاجر و أسماء