أطلقت الأمم المتحدة في الأول من جانفي أكبر منتدى حوار عالمي على الإطلاق بهدف جمع أفكار و حلول مشتركة لمواجهة التحديات العالمية و الاستماع إلى الذين يشعرون أنهم مستبعدون أو متخلفون عن الركب وعرضها على المسؤولين و أصحاب القرارات لاحقا هذا العام.
و كانت الدول الأعضاء قد وافقت على عقد اجتماع رفيع المستوى في21 سبتمبر للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة و السبعين لإنشاء الأمم المتحدة واعتماد إعلان سياسي استشرافي سيجري التفاوض عليه من خلال عملية حكومية دولية تحت شعار: “المستقبل الذي نصبو إليه، الأمم المتحدة التي ننشدها: إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بتعددية الأطراف.” و يتيح حوار UN75 أو أمم 75 الفرصة لتحقيق ذلك.
و انتشر وسم المبادرة #UN75 أو حملة “أمم-75” على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشجيع الحوار حول موضوعات تهم العالم من قبيل الأزمة المناخية، و عدم المساواة و الأنماط الجديدة من العنف و التغيرات الكبرى التي نلمسها في الإنسان و التكنولوجيا، إضافة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، و رؤية البشر المشتركة للمستقبل.
و أشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن الآراء و الأفكار التي ستسفر عنها الحوارات المتعددة ستُعرض على قادة العالم و كبار مسؤولي الأمم المتحدة في اجتماع سبتمبر المقبل.
الهدف من المبادرة و تهدف الأمم المتحدة من خلال إشراك الجميع، من المدرسة إلى المجالس النيابية و البلديات الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، والاستماع إلى آمالهم و مخاوفهم و شواغلهم، والاستفادة من أفكارهم و خبراتهم.
و سيضم الحوار جميع شرائح و فئات المجتمعات، أفرادا و مجموعات، سواء بالحضور الشخصي أو عبر الإنترنت، و من جميع مناطق العالم. و تهدف المبادرة أيضا إلى الوصول إلى الطبقات المهمشة و الشباب، و أولئك الذين لا يشاركون في كثير من الأحيان. إذ تسعى المبادرة إلى توفير منصة للمجتمعات و الأفراد من أجل التحدث معهم و الاستماع إليهم.
كما تهدف إلى إجراء استطلاع رأي عالمي، و تحليل محتوى وسائط الإعلام و الإنترنت لتجميع بيانات رصينة يمكن الاسترشاد بها في رسم سياسات و قرارات المستقبل.
كيفية المشاركة
استحدثت حملة “أمم-75” طرقا مبتكرة و متعددة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس. و من بينها إجراء استطلاع رأي مقتضب عبر الإنترنت، و حوارات مباشرة و من خلال الإنترنت تنظم بالتعاون مع الشركاء، إضافة إلى توفير مجموعة أدوات للراغبين في تنظيم الحوارات الخاصة بهم، و إصدار استمارة تعليقات تنشر على الإنترنت لاستخلاص نتائج الحوار مع إمكانية تقديم التعليقات عن طريق الشركاء لمن لا تتوفر لديهم خدمة إنترنت.
و تشير المنظمة إلى العمل و التعاون مع الشركاء لإجراء استطلاعات الرأي و تنظيم مجموعات للنقاش المركّز، و تقديم بيانات إحصائية نموذجية ذات مصداقية. استطلاع رأي لمدة دقيقة وتقدم المبادرة على موقعها على الإنترنت استطلاعا للرأي يستغرق دقيقة واحدة. يُسأل المشاركون عن رأيهم في قضايا متنوعة مثل “تصورهم للعالم بعد 25 عاما” أو “أية نصائح يرغبون بتقديمها إلى الأمين العام لكي يتطرق إلى القضايا المهمة و الرئيسية في العالم.”
و لتشجيع الجميع على المشاركة، تقتبس المبادرة كلمة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش يقول فيها ”ما من بلد أو مجتمع قادر على أن يحل بمفرده المشاكل المعقدة التي تواجه عالمنا. و نحن بحاجة إلى أن نوحد صفوفنا، لا للحديث فحسب، بل و للاستماع أيضا. فلا بد أن تنضموا جميعا إلى هذا الحوار. فنحن بحاجة إلى آرائكم و استراتيجياتكم و أفكاركم لكي نتمكن من تقديم خدمات أفضل لشعوب العالم التي يتعين علينا خدمتها“.
تمويل المبادرة
و أكدت منظمة الأمم المتحدة الحاجة إلى 11 مليون دولار لتمويل المبادرة وتغطية الحوارات و إنتاج المواد وتصميمها، و ذلك من خلال تبرعات تقدمها الدول الأعضاء و المؤسسات، و من خلال الدعم المجاني الذي يوفره الشركاء. و سيشهد العام المقبل العديد من الأحداث البارزة التي ستسترعي اهتمام العالم، منها مؤتمرات تتعلق بتغير المناخ، و التنوع البيولوجي، و عدم الانتشار النووي و الصحة، إضافة إلى الذكرى ال25 للمؤتمر العالمي التاريخي المعني بالمرأة في بيجين، و الذكرى السنوية ال 20 لقرار مجلس الأمن 1325حول المرأة و الأمن و السلام و الذكرى السنوية العاشرة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، و غيرها من المؤتمرات.
حقائق مستقبلية
تقدّر الأمم المتحدة أن يزداد عدد سكان العالم بنحو بليوني نسمة، من 7.7 بلايين شخص في الوقت الحاضر إلى 9.7 بلايين شخص في عام 2050، قبل أن يصل إلى رقم قياسي يقارب 11 بليون شخص بحلول نهاية القرن. و من المتوقع أن يأتي نصف النمو السكاني في العالم من الآن وحتى عام 2050 من تسعة بلدان فقط، هي: الهند و نيجيريا و باكستان و جمهورية الكونغو الديمقراطية و إثيوبيا و تنزانيا و إندونيسيا و مصر و الولايات المتحدة الأمريكية (بالترتيب التنازلي للزيادة).
و من المحتمل أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما يحتمل أن يتقلص عدد سكان أوروبا. و في الوقت نفسه، فإن الناس في حالة تنقل مستمر.
و في حين ظلت النسبة المئوية للمهاجرين على الصعيد الدولي على مدى العقدين الماضيين حوالي 3% من سكان العالم، فإن عددهم قد ارتفع بمقدار أكثر من النصف منذ عام 2000. و في الوقت نفسه، ارتفع عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم ارتفاعا حادا بسبب النزاعات التي طال أمدها، و يمكن أن يزداد ذلك العدد بسبب تغير المناخ و التدهور البيئي.