غيب الموت مساء اليوم الأستاذ صلاح الدين معاوي أحد رجال الدولة الكبار خلال ثلاثين عاما (1980\2010) و خلال الثلاثين عاما التي قضاها الأستاذ معاوي في مسؤوليات كبرى في وزارات و مؤسسات عمومية كبرى أو ممثلا للدولة في منظمات عربية كان الراحل نموذجا في الدفاع عن مصالح تونس العليا و سيادة الدولة.
بدأ المرحوم الذي غادرنا إلى جنان الخلد في السادسة و السبعين عاما مسيرته المهنية و السياسية أنطلاقا من جريدة لابراس الناطقة بالفرنسية التي تولى رئاسة تحرير ها ثم إدارتها بعد صعود بن علي ألى الحكم و كان وراء إعادة هيكلة المؤسسة و إصدار جريدة الصحافة الناطقة باللغة العربية و من لابراس بدأت مسيرته في المناصب العليا فتولى وزارة السياحة ووزارة الأتصال التي ألغاها فيما بعد بن علي كما تولى إدارة مؤسسة الإذاعة و التلفزة و وكالة الأتصال الخارجي.
كما تقلد مناصب دبلوماسية (سفير) في أكثر من بلد أوروبي قبل أن ترشحه تونس لمتصب الأمين العام لأتحاد الإذاعة و التلفزيون و هو المنصب الذي تولاه إلى حين إحالته على التقاعد.
و عرف الراحل صلاح الدين معاوي بكتاباته و مساهماته الفكرية و الثقافية و السياسية في الشأن العام بعد سقوط نظام بن علي و قد كان من القلائل من النظام السابق الذين حافظوا على ولائهم للدولة و الوطن و لم يغيروا وجهتهم نحو الثورجيين خوفا و بحثا عن موقع جديد رحم الله صلاح الدين معاوي كان رجل دولة كبيرة و شخصية وطنية جديرة بالتقدير و الأحترام.