-
حرب كونية داهمة… مقابل صمت رسمي تونسي غريب…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تتالى ردود الفعل الدولية عن أتفاقية أردوغان السراج الذي تواجه حكومته وضعا صعبا أمنيا و سياسيا بسبب الأتفاقية التي عقدها مع أردوغان إذ سحبت منه مصر و اليونان الأعتراف و تراجع دعم إيطاليا و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و بعد أشتداد حصار طرابلس و أعلان حفتر بداية المرحلة الثانية من حرب طرابلس لم يستقبله أحد ألا أمير قطر و أردوغان و الرئيس قيس سعيد الذي يبدو أنه لا يفهم حقيقية الوضع الكارثي أمنيا و أقتصاديا في حال حسم الجيش الليبي معركته على حدودنا الجنوبية..!!!
فمنذ وصوله إلى قصر قرطاج قبل شهرين لم يقدم سعيد أي مبادرة في شأن محاولة المصالحة الليبية حتى تكون تونس طرفا في مشاريع إعادة الأعمار ما بعد الحرب التي تشير كل المعطيات أنها تشرف على نهايتها كما لم يبادر بأي أتصال مع الطرف الثاني في الخلاف و هو الطرف الأقوى على الأرض مجلس النواب و حكومته المؤقتة في الوقت الذي كان أول أتصال له بعد أنتخابه و حتى قبل صدور النتائج النهائية مع فائز السراج و هو الذي بادر بالأتصال له كما أستقبله و أستقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة سجين غوانتنامو خالد المشري.!!.!
كل هذه المعطيات تؤكد أن قيس سعيد أختار الإصطفاف وراء المحور التركي القطري و حليفهم فائز السراج المتحالف بدوره مع المليشيات المسلحة في طرابلس و التنظيم العالمي للأخوان المسلمين و هو ما يفسر صمت الخارجية التونسية عن أتفاقية أردوغان السراج التي تمس من أمن تونس. فلم يصدر أي بلاغ عن الوزارة و هو ما يعني الموافقة على هذه الأتفاقية بل ربما تبنيها!
لقد دفعت تونس غاليا ثمن أصطفافها مع قطر و ما يسمى ب“أصدقاء سوريا” زمن الرئيس منصف المرزوقي الذي زج بالشباب التونسي في محرقة سوريا (أكثر من 5000 إرهابي حسب المرصد التونسي للحقوق الأجتماعية و الأقتصادية) و كنا نعتقد أن تونس غادرت سياسة المحاور و عادت إلى تقاليدها الدبلوماسية العريقة لكن الرئيس قيس سعيد أعاد البلاد إلى سياسة المحاور و التي ستكون تكلفتها باهضة.
فتونس تبدو اليوم و كأنها محاصرة دوليا فلا زيارات و لا مؤتمرات و لا حضور في مناسبات دولية و لا تواصل مع رؤوساء دول (برقية تهنئة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كانت بعد يومين) فإلى أين يقود الرئيس “المتواضع و النظيف” تونس؟