لم يمر وقت طويل على تصويت كتلة حزب قلب تونس على ترشيح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لرئاسة مجلس نواب الشعب حتى “كافئته” الحركة على طريقتها في تصفية حلفائها ككل الحركات الإسلامية التي لا تؤمن بمبدأ التحالف بقدر ما تؤمن بتحقيق أستراتيجيتها ثم تنقلب على حلفائها.
فكتلة قلب تونس كانت محددة في ترشيح الغنوشي برئاسة المجلس و لو صوتت للمرشح غازي الشواشي و لو ساندتها في ذلك كتلة الدستوري الحر و الإصلاح الوطني لم يكن الغنوشي ليكون رئيسا للمجلس…!!!
فتصريح راشد الغنوشي أمس عن أستثناء حزب قلب تونس من تشكيل الحكومة ينطبق عليه المثل الشهير جزاء سنمار لكن الأهم من ذلك هل من حق الغنوشي اليوم كرئيس لمجلس النواب و بعد تكليف الحبيب الجملي برئاسة الحكومة أن يدلي بمثل هذه التصريحات التي تعد ضمن صلاحيات الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة و ليس رئيس الحزب الفائز في الأنتخابات…!!!
هذا التصريح يؤكد بوضوح ما قاله الغنوشي الأسبوع الماضي عند تشكيل المجلس من أن مركز السلطة أصبح في باردو يعني أنه الحاكم الفعلي للبلاد و ما الحبيب الجملي إلا موظف مطالب بتنفيذ التعليمات…!!!