-
ما هي تبعات زواج “قلب تونس” و النهضة على مسار تشكيل الحكومة…!!؟؟؟
تونس – قصر باردو – إيمان محرزي
تحت قبة مجلس النواب بباردو انتقلت أمس الاربعاء 13 نوفمبر 2019 مقاليد السلطة التشريعية من النواب المنقضية عهدتهم الى النواب المنتخبين لفترة نيابية تمتد من سنة 2019 الى سنة 2024 في أجواء استثنائية تراوحت بين التشنج و المحاباة وصولا إلى المضايقة… و السمسرة…!!!
لم يكن الملفت للانتباه بالأمس فقط احتجاج النائبة عن الحزب الدستوري عبير موسي عن اداء اليمين الجماعي فسرعان ما توجهت عدسات الصحفيين نحو النواب المنتخبين عن حزب النهضة و حزب قلب تونس للتساؤل ببعض من الدهشة حول تحالف غير متوقع و مخالف لتصريحات قياديي الحزبين في الفترة الماضية.
تحت أنظار الصحفيين من وسائل الاعلام التونسية و الأجنبية كانت الجلسة الافتتاحية تسير بصفة عادية الى أن أعطى رئيس الجلسة اشارة انطلاق اداء اليمين حينها عبرت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري عن رفضها اداء اليمين الجماعي و هو موقف كانت قد صرحت عنه النائبة في الأيام الفارطة باعتبار أن اليمين الجماعي غير دستوري و غير قانوني.
“نقطة نظام…نقطة نظام” نادت النائبة بأن يمكنها رئيس الجلسة نقطة نظام علها تعبر عن موقفها ازاء اداء اليمين الجماعي و لكنه تجاهلها و دعا الى التزام الهدوء ثم رفع الجلسة لمدة ربع ساعة ليستأنفها فيما بعد بتقديم النواب ترشحاتهم الى منصب رئيس مجلس النواب.
في بهو مجلس النواب يتجمع الصحفيون حول النائبة عبير موسي و هي تشرح حيثيات ما جرى حيث قالت أنها طلبت نقطة نظام أثناء أداء اليمين الدستورية للإشارة إلى عدم حضور بعض النواب لحظة أداء اليمين الدستورية، معتبرة أن رئيس الجلسة الافتتاحية للدورة النيابية، راشد الغنوشي، قد مر مباشرة إلى أداء اليمين دون التثبت من حضور كل النواب.
أما رئيس الجلسة راشد الغنوشي فيبدو أنه أراد أن يستدرك هفوته المتمثلة في تجاهل النائبة فقد استأنف الجلسة بمنح النواب الذين رفضوا تأدية اليمين فرصة للتدارك مشيرا أنه يمكن للنواب المحتجين رفع طعن حينها قامت عبير موسي بتأدية اليمين بصفة فردية و هو المنحى الذي طالبت به.
البعض رجح أن هذه التشنجات أول قطرات الغيث الذي سيتواصل طوال الفترة النيابية بالنظر الى الخلاف الايديولوجي و السياسي بين الحزب الدستوري الحر و حزب النهضة.
في هذا الصدد استنكر النائب عن قائمة صوت الفلاحين فيصل التبيني تجاهل رئيس الجلسة الافتتاحية لمطلب النائبة عبير موسي معتبرا أنه من المفترض أن يمنح النائبة فرصة التعبير عن رأيها ثم يمر الى أداء اليمين مشيرا أن النائبة محقة و أن رئيس الجلسة لم يتثبت من القائمة الاسمية للنواب الحاضرين ثم سارع الى أداء اليمين على حد تعبيره.
من جهة أخرى كان النائب عن حزب ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف مؤيدا لنائب حركة النهضة قائلا: “ما قامت به النائبة عبير موسي غير قانوني و مخالف للدستور” مشيرا أن النواب الغائبين يتحملون مسؤوليتهم. و بخصوص انتخاب رئيس مجلس النواب ذكر مخلوف أن حزب ائتلاف الكرامة سيصوت لصالح مرشح حركة النهضة.
في حين مثلت مساندة حزب ائتلاف الكرامة لمرشح حركة النهضة أمرا منتظرا بل بديهيا اتجهت الأضواء نحو التحالف “الغريب” الذي جمع حزب قلب تونس(38 مقعد) و حركة النهضة (52 مقعد) اذ لم يكن المدهش في الأمر فقط الاختلافات الايديولوجية بين الحزبين بقدر ما كان الموقف المعلن من كلا الطرفين طوال فترة الانتخابات و الذي يقر بأنه لا سبيل للتحالف بينهما.
تحيلنا الأجواء المختلطة بين التشنج و التحالف التي شهدها المجلس منذ الجلسة الافتتاحية الى المنحى الضبابي الذي سيكون عليه البرلمان الجديد فهل سيكون مجالا لخدمة المصالح الضيقة؟ و ماذا ستكون تبعات زواج قلب تونس و النهضة على مسار تشكيل الحكومة؟ ثم هل ستقابل تشنجات المعارضين دئما بالتجاهل لاسيما بعد التحالف الجديد الذي قد يدعم ثقل الوزن السياسي للحزب الحاكم؟