-
تحمل المشقة و حرارة النهار… و لم يترحم قيس على الزعيم…
نشر الاستاذ عبد الستار المسعودي تدوينة عبر فيها عن استغرابه من تنكر الرئيس الجديد قيس سعيد الراحل الباجي قايد السبسي و عدم الترحم عليه امس تحت قبة البرلمان في كلمته التي تلقاها بمناسبة أدائه اليمين الدستورية.
و تعرض الاستاذ المسعودي إلى المشقة الكبيرة و اللهث حتى ينعم قيس سعيد بحضور جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
و فيما يلي نص التدوينة :
“خطاب النسيان..لزعيم ورئيس كان له مكان../
لازلت اذكر حضور قيس سعيد قبل الرئيس ..جنازة المرحوم الباجي قائد السبسي في ذاك اليوم الأغر ..والاحر..في المدخل الشرقي لمقبرة الجلاز..كنا جماعة نتظلل بشبه مظلة وضعت خصيصا للزائرين ..محمد الطرابلسي الوزير..والبريقي بعد ان كان وزيرا..وسعيد العايدي..ومنذر بالحاج علي..وحمدي المؤدب ..وو..وإذ بشخص قيس سعيد يحل بيننا بعد ان تعدى جميع الحواجز الأمنية التي وضعت في الطريق..كان يلهث من شدة الحر ..ووجهه محمرا كدندونة الدجاجة..والعرق يتصبب من جبينه..صافح البعض..وقبل البعض الآخر ..ثم استوى بجانبي وسألني عن تفاصيل موت الرئيس ..هل ..وكيف..وبعد..ثم ..ومتى يحل موكب جثمانه …والكل بلغة عربية قحة..وكان علي ان ارد بمثلها بعد ان استحضرت ما لدي من زاد فيها..أي نعم قلت ..لقد شاءت الأقدار ان يلتحق بالرفيق الأعلى ..ويغير رزنامة الانتخابات كما كان يريد في قائم حياته..الرئاسية قبل التشريعية..وعلينا الان البحث عن الرئيس القادم..وسألته ان كان ينوي الترشح..؟لا أظن ..ولا ارغب..فهي مسؤولية جسيمة بعد سي الباجي..والجواب له ..ثم استرسل ولماذا لا تترشح انت..؟فقلت ..لو ترشحت لعرضت نفسي لنهش رفاق دربي في النداء وخارجها..وأنت تعرف الجماعة ..!فرد ..نعم ..نعم. اتابع معارككم البيزنطية التي لا أظن انها ستنتهي الا بانتهائكم جميعا..ثم سكت وقال..هل لك من جرعة ماء أطفئ بهاعطشي..فناولنا احد الأعوان ما تبقى من قارورة ماء ساخن ..فشرب واستحمد..ثم طلب سيجارة فكان له ذلك..واسترسل يسال ويسال إلى ان حل الموكب ..فالجنازة والدفن.. ثم افترق الجميع في خشوع ..وجاءت الانتخابات وفاز قيس سعيد بها..ودخل البرلمان وألقى خطبة بتراء..لا بسملة فيها ولا اطراء..ولا ذكر فيهاولا ترحما على الزعيم بورقيبة باني صرح هذا الوطن..ولا الباجي ..والحال انه كان من بين المشيعين لجثمان الرئيس..وتحمل الانتظار ومشقة حرارة النهارلاكثر من 3ساعات بحالها وهو منتصب القامة..ولم يضجر ولم يبدي قلقايذكر..عجبي كيف لم يترحم على الزعيم ..وعلى من ترك له كرسي الرئاسة..؟..ولولا المنية التي فاجأته لما كان لقيس سعيد ان يكون تحت قبة البرلمان في ذاك الوقت والزمان..وان كتب له فبعد اشهر أخرى من ذاك الزمان..و لعله قرأ لنيتشه ..وتأثر بكتابه.. “وهكذا تكلم زرادشت”..عن الرجل الأخير ..عجبي..عجبي../المسعودي.”