تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
بعد انتخابات رافقتها شكوك حقيقية و اتهامات صريحة بالتزوير صادرة عن الهايكا و منظمة عتيد و غيرهما… و انتهت بعدد كبير من الطعون إلى المحكمة الإدارية و الإعتراف بوجود تزوير في دائرة ألمانيا سيؤدي صباح اليوم الأربعاء 23 أكتوبر الرئيس قيس سعيد اليمين الدستورية أمام مجلس نواب الشعب و يلقي خطابا إلى الشعب الذي أنتخبه بنسبة فاقت النسبة التي حازها سلفه المرحوم الباجي قايد السبسي رغم أنه قادم من تجربة سياسية و ديبلوماسية فاقت الخمسين عاما و سيدخل اليوم قيس سعيد قصر قرطاج رئيسا لتونس لعهدة ستمتد خمس سنوات وسط وضع أقتصادي و أجتماعي متوتر و وضع أقليمي أكثر توترا.
و رغم أن الفرح بأنتخابه وصل إلى ما يشبه الهستيريا بين أنصاره الذين رفعوه ألى مرتبة من الطهرية تشبه القداسة إلا أن الكثير من التونسيين ينتظرون كلمة سعيد بكثير من التحفّظ و الخوف و ذلك لثلاثة أسباب رئيسية السبب الأول الحزام المحيط به من أقصى اليمين و أقصى اليسار…
من روابط حماية الثورة إلى السلفيين إلى أقصى اليسار و الخوف من أن تتحول هذه المجموعات إلى روابط حماية ثورة جديدة التي عنّفت التونسيين و أعتدت على الحريات و على الأملاك العامة و الخاصة وسط شعارات شعبوية و هلامية تتعارض مع منطق الدولة و القانون و الديمقراطية مثل شعار حملة قيس سعيد “الشعب يريد” و هو شعار فاشي يمكن أرتكاب جرائم بأسمه و قد صعدت الفاشية و النازية و غيرها من الديكتاتوريات العربية و الإسلامية بأسم “الشعب” فزجت بمعارضيها في السجون و أعدمت و شردت المثقفين و السياسيين والشعار دائما بأسم “الشعب” السبب الثاني ظهور شقيقه نوفل سعيد الذي يبدو أنه المستشار الفعلي و الأساسي لشقيقه.
و هذا يعيدنا إلى المربع الأول الذي دمر الحياة السياسية في تونس من بورقيبة إلى بن علي إلى الباجي قايد السبسي رحمهم الله و قد خرجوا من الباب الصغير بسبب التداخل بين العائلة و الحكم و يخشى التونسيون أن يصبح شقيق الرئيس شريكا في الحكم في الوقت الذي لا يملك فيه أي صفة إلا صلة الرحم مع شقيقه و ستتضح الصورة بداية من موكب التنصيب و الأعلان عن فريق مستشاريه.
السبب الثالث نقص خبرة قيس سعيد في العلاقات الدولية و الخوف من أن يزج بالبلاد في مواقف لا تتحملها كإدانة بعض الأنظمة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى مثل ما فعل منصف المرزوقي الذي دفعت تونس ثمن خياراته و خيارات حركة النهضة غاليا. خاصة أن قيس سعيد أبدى الكثير من المواقف الشعبوية إلى حد الآن.
هذا ما يخيف الشارع التونسي الذي يحتاج لرئيس قادر على جمع كل الفرقاء التونسيين و أحياء روح التضامن بينهم و الدفاع على المصالح العليا للبلاد فالسياسة و مصالح الدول و الشعوب ليست شعارات براقة فللواقع إكراهاته و الشعب يريد الأمن و الأستقرار و التنمية.