تشهد المدن و القرى التونسية منذ بداية الأسبوع حملة “تجميل” غريبة يقودها شبان ينسبون أنفسهم لقيس سعيد الرئيس الجديد للبلاد و تقوم هذه الحملة على دهن الجدران و الأرصفة و أنهج المدن العتيقة بألوان غريبة غاب عنه الذوق الجمالي و تنظم هذه الحملة “التلقائية “بإسم التنظيف و التجميل الذي يفترض أن يقوم به الفنانون التشكيليون و طلبة معاهد الفنون الجميلة بتأطير من أساتذتهم و المهندسون المعماريون لكن هذه الحملات تتم في غياب لمعاهد الفنون الجميلة و للرسامين الذين سبق أن أنجزوا أعمال فنية في بعض المدن في إطار مشروع تجميل المدن في التسعينات مثل المرحوم أمحمد ميطمط و عبدالرزاق الفهري و صالح الصويعي المرزوقي و غيرهم.
و الغريب أن هذه العمليات “التجميلية” أستهدفت معالم أثرية و شوهتها مما دفع وزارة الشؤون الثقافية و المعهد الوطني للتراث إلى أصدار بيانات تندد بهذه الموجة الشعبوية و لكن لا أحد الآن لم نسمع رأي الجديد فيما يقوم به أنصاره من أعتداءات على الفضاء العام و على المعالم الأثرية نرجو أن لا يصمت أكثر من هذا لأن الواضح أن هناك الكثير من الجرائم الرمزية سترتكب بإسمه و بإسم “الشعب” الذي يتحدثون بأسمه.