أدلى القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بحديث مطوّل لوكالة الأنباء الروسية أبرز ما جاء فيه تفسيره لعجز الجيش لدخول طرابلس بعد ستة أشهر من بداية معركة التحرير كما يسميها و أعتبر حفتر أن الجيش قادر على أقتحام العاصمة خلال يومين لكنه حريص على حافظ أرواح الليبيين و ممتلكاتهم و جاء في حديثه:
“هذه حرب لتحرير عاصمة يقطنها قرابة مليوني نسمة، و ليست مشروع مقاولات يمكن أن نضع له جدولا زمنيا محددا. حرب في مواجهة مجموعات إرهابية متطرفة و أخرى مليشياوية إجرامية أتاحت لها الظروف أن تكدس كميات هائلة من السلاح على مدى سنوات و تتلقى أموالا طائلة من خزينة الدولة و من دول داعمة للإرهاب و تستعين بالمرتزقة بالآلاف.
و نحن بإمكاننا أن ننهي هذه الحرب خلال يوم أو يومين عن طريق اجتياح كاسح بالأسلحة الثقيلة من جميع المحاور، لكن ذلك سيؤدي الى دمار المدينة و خسائر كبيرة في صفوف المدنيين من سكانها.
نحن نضع سلامة المواطنين و مرافق المدينة فوق كل اعتبار، لأن الهدف من هذه العمليات هو تحرير العاصمة و ليس تدميرها، هدفنا تخليص أهلنا في طرابلس من بطش المليشيات و ليس مجرد الدخول إلى العاصمة بأي ثمن.
نحن جيش نظامي واجبنا الوطني هو الدفاع عن أهلنا و حمايتهم، و ما نقوم به هو دفاع عن طرابلس و ليس هجوما عليها، و لا نرضى أبدا أن نكون سببا في الحاق الاذى بسكانها أو مرافقها.
لذا حرصنا على استدراج تلك المجموعات إلى ضواحي المدينة، و نجحنا في ذلك، و ألحقنا بها خسائر فادحة، و سندخل طرابلس فاتحين بإذن الله، لنعيد لها هيبتها و مكانتها و دورها كعاصمة لكل الليبيين، عاصمة للأمن و السلام، و سنخلص أهلنا فيها من شراذم المليشيات المسلحة و المجموعات الإرهابية.
هذا وعد قطعه الجيش على نفسه، و يدفع من أجله الأرواح و الدماء، و الجيش لا يخلف وعده”.
و عن موقفه من فائز السراج و حكومة الوفاق أكد حفتر أن الحوار معه أنتهى و لا جدوى من التفاوض و نصحه بالعودة إلى أعماله التجارية لأنه مجرد دمية و واجهة المليشيات و في هذا السياق قال “بالنسبة لبداية العملية السياسية فإننا نرى أنه لا حل سياسي للأزمة في وجود مجموعات إرهابية متطرفة لا تؤمن بالدولة، و منهجها التكفير و قطع الرؤوس، و مرتبطة بإخطبوط إرهابي دولي، و أخرى ميليشياوية لا تتعامل إلا بالسلاح، خاصة و أنها تسيطر على العاصمة.
الخطوة الأولى لأي حل سياسي تبدأ بالقضاء على هذه المجموعات و نزع سلاحها، و هذا هو ما نقوم به، عندها يمكن أن يتحاور الليبيون بكل هدوء و أريحية و حتما سيصلون إلى حل سياسي في زمن قياسي”.
كما تحدث عن الأنتخابات الرئاسية وأوضح أنه لا يفكر في ذلك حاليا و هو مشغول بتحرير العاصمة طرابلس التي أعتبرها المهمة الأساسية للجيش ذات الأولوية و أعتبر في ذات الحديث أن سيف الأسلام القذافي من حقه الترشح للرئاسة كأي مواطن ليبي مؤكدا أنه لا يعرف مكانه و ليس له أي تواصل معه.