تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
أعلن مساء أمس عن فوز قيس سعيد بفارق كبير عن منافسه نبيل القروي في نتائج متوقعة و الأقرب أنها ستكون النتائج النهائية ذلك أن قيس سعيد إلتفت حوله أحزاب النهضة و التيار الديمقراطي و حركة الشعب و مجموعات السلفيين و الذين أعتبروه “نظيفا” أمام خصم نجحت ألة الدعاية لحركة النهضة و حركة تحيا تونس في شيطنته و تحويل التهم الموجهة له كحقيقة ثابتة رغم أن القضاء لم يقل فيها كلمته إلى حد.
وصول قيس سعيد إلى قصر قرطاج تزامن مع وصول أغلبية في مجلس نواب الشعب تعادي دولة الأستقلال و بنت مشروعها أساسا على تصفيته من حركة النهضة التي تعتبر أن بورقيبة أسس لنظام علماني معادي للأسلام إلى حركة الشعب التي تعتبر أن بورقيبة عميل للأستعمار و مرتهن له وخان صالح بن يوسف و أغتاله لأنه كان مؤمنا ب”العروبة و الأسلام” ألى إئتلاف الكرامة و أئتلاف أمل و عمل و هم مجموعة تجمع بين التشدد الديني و التشدد “الثوري” في الوقت الذي غاب فيه رموز الدولة الوطنية و الذين لعبوا دورا مهما في المرحلة الأولى من الأنتقال الديمقراطي مثل أحمد المستيري و مصطفى الفيلالي و الباجي قايد السبسي فقد أنتهى جيل بناء دولة الأستقلال وتونس اليوم أمام مشهد تسيطر عليه قوى يجمعها العداء للدولة التي بناها بورقيبة و رفاقه مع أزمة أجتماعية و أقتصادبة حادة لا يمكن أن تحلها الشعارات الهلامية و “الثورية” التي لا يمكن أن تطعم الفقراء مثل شعار تحرير فلسطين و “الشعب يريد” و هو شعار فيه الكثير من الفاشية و الأستبداد المبطن!
تونس إلى أين ؟
تبدو تونس اليوم تائهة رغم شهادة الأطراء حول تجربتها الديمقراطية و لكن في حمى “العرس الديمقراطي” ننسى أن هتلر صعد إلى الحكم بالأنتخابات و ننسى أن بلدا مثل العراق دمّر من أجل “الديمقراطية” و ننسى أن الأسلام السياسي الذي سيحكم تونس لمدة خمس سنوات في المستويات الثلاثة الرئاسة و مجلس نواب الشعب و الحكومة محل سؤال كبير في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية و قد تعيش تونس حصارا في مستوى تجميد القروض و الإعانات مما سيعمق أزمتها الأقتصادية و الأجتماعية و يدفع الشارع إلى الفوضى و العنف.
فالطريق إلى جحيم محفوفة بالنوايا الطيبة و في بداية 2011 أعتقد التونسيون أن أبواب الجنة فتحت لهم ليكتشفوا بعد وقت قصير أنهم كانوا ضحايا و هم فألتفوا حول الباجي قايد السبسي و حزبه نداء تونس تحت شعار بليغ “إستعادة تونس” و هو ما لم يتم إلا شكليا فالباجي قايد السبسي رحمه الله أجّل السقوط.
سقوط المشروع الوطني الديمقراطي لنجد تونس اليوم أمام رئيس بلا برنامج يردد شعارات تلقى هوى في نفوس الغاضبين و الحالمين و اليائسين من الشباب و الطيف القومي و الأسلامي لكن الدول و الأنظمة لا تقاد بالشعارات و الأحلام و ليست سابحة في المريخ فهناك منطق أقليمي و دولي لابد من وضعه في الأعتبار.
فهل تولد من هذا المشهد قوة سياسية تجدد المشروع الوطني و تمنحه أفقا جديدا أم تتحول تونس إلى دولة منبوذة في العالم بعد أن كانت عنوانا للتجربة الديمقراطية؟
و لابد أن نتذكر دائما ما قاله السفير الأمريكي السابق في تونس بأن قيس سعيد و حركة النهضة سيقودان تونس نحو المجهول !