-
7 قائمات استأثرت ب 180 مقعدا… و 17 قائمة فازت كل منها بمقعد يتيم…!!!
-
برلمان متشذرم… متشتت غير قابل لفرز أغلبية بدون تنازلات موجعة
-
طريقة الإقتراع التي فرضتها النهضة أنتجت الكارثة البرلمانية الحالية
مساء الإثنين ستتضح معالم الصورة إن اتضحت و بانت على الأقل خطوطها العريضة ستفصح الانتخابات الرئاسية عن أسرارها و لو أن عددا كبيرا من المراقبين يعتقدون أن قصر قرطاج سيكون من نصيب قيس سعيد و لو أن الفارق الكبير بصدد التقارب و لو أن استطلاعات الرأي السابقة للتصويت يمكن أن تخطئ هذه المرة كما أخطأت في الانتخابات التشريعية و لو أن ذلك بعيد الاحتمال باعتبار الفارق الكبير في التوقعات بعكس الفارق الصغير الذي كان يفصل النهضة عن قلب تونس قبل يوم أو يومين من التصويت في التشريعيات و الذي تم “ردمه” بفضيحة اللوبينغ ” التي يقال إن حزب نبيل القروي و حزب عيش تونسي تورطا فيها و دفعا الثمن و حتى ما قيل من تورط النهضة فإنه لم يؤثر فيها.
على كل نحن اليوم أمام النتائج التي تكاد تكون نهائية للتشريعيات في انتظار نتائج أحكام الطعون و في ما يلي ما يسمى بالنتائج الأولية في جدول واضح للتمكين من المقارنات التي سنوردها لاحقا و هو جدول من إعداد هيئة الانتخابات :
** الملاحظة الأولى أن 17 قائمة فازت كل منها بمقعد واحد من بين 31 قائمة في الجملة حازت على مقاعد ما يعني أن 14 قائمة فقط فازت كل منها بما بين 52 مقعدا و 2 مقاعد ما يعني أيضا أن 7 قائمات فقط استأثرت مجتمعة بـ180 مقعدا و هو ما يدل على مدى التشرذم و التشتت الذي أفرزته هذه الانتخابات بحيث أنتجت برلمانا غير قابل لفرز أغلبية بدون اللجوء إلى تنازلات موجعة.
فالعائلة التي يمكن أن يقال فيها بوضوح أنها تنتسب للمرجعية الإسلامية صراحة مع اختلافات شديدة في التوجه لم تجمع سوى 76 مقعدا فيما إن الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة تتوجب توفر 109 أصوات على الأقل.
و إذا أضفنا إليها فرضا قائمة التيار الديمقراطي مع احتمال 11 أو 12 من أصحاب المقعدين أو المقعد الواحد فإنها بالكاد تصل إلى 110 أصوات فهل تكون كافية لتشكيل الحكومة هذا مع احتمال كبير بتجنب محتمل لئلا تتورط النهضة في التحالف مع ائتلاف الكرامة و حزب الرحمة خوفا من أن توصف بالتطرف و تفقد ما تدعيه من أنها حزب مدني بمرجعية إسلامية…!!!
أما العائلة التي تدعي الوسطية و هي هلامية و تشقها خلافات عميقة كالخلاف بين قلب تونس (القروي) 38 مقعدا و تحيا تونس (الشاهد ) 14 مقعدا و هو خلاف في العمق و شخصي باعتبار أن أنصار نبيل القروي يتهمون النهضة و تحيا تونس بفبركة القضية التي تم توريط و إدخال زعيمهم بسببها للسجن حيث أصابه الخز شهر و نصفا في خضم فترة إجراء الحملات الانتخابية التشريعية و الرئاسية مع استغلال فاحش لمشكلة اللوبينغ التي يعتقد الكثيرون أنها أضرت كثيرا بقائمات نبيل القروي و صرفت العديدين عن التصويت لها.
و على كل و حتى إذا تجاوز من يسمون أنفسهم بالحداثيين ما يفرقهم شخصيا و في العمق فإنهم لا يستطيعون سوى جمع ما بين 90 و 95 صوتا ربما تضاف إليها بعض أصوات من حصلوا على مقعد واحد أي حوالي100 صوت على الأكثر إذا استطاع نبيل القروي و الشاهد تجاوز العداء المستحكم بينهما.
و من هنا يبدو و كأن تشكيل حكومة تحت هذا الواقع و في وقت معلوم صعب جدا إن لم يكن مستحيلا و قد تكون تونس متجهة في هذه الحالة إلى انتخابات تشريعية جديدة سبق لنا أن أثرنا احتمالاتها و هو أمر و في ظل الأوضاع السياسية الاقتصادية الاجتماعية الراهنة يبدو كانتحار سياسي.
سيتهم كل طرف الآخر بأنه المسؤول عنه و قد يقود البلاد إلى رؤية يوسف الشاهد مستمرا كرئيس حكومة و لكن موثوق اليدين و الارادة ، لا حول له ولا قوة ، و يقتصر دوره عي تصريف الشأن المستعجل دون حق في اتخاذ قرارات ترهن مستقبل البلاد حتى على المدى القصير.
لكن أسئلة كبيرة تطرح نفسها هنا :
- من سيتحمل مسؤولية هذه الحالة الكارثية لنترك جانبا الشعب الذي كانت تلك إرادته من من الاثنين بالذات الحزبان الكبيران المفرزان في هذه الانتخابات أي النهضة و قلب تونس ستتجه له أصابع الاتهام هذا أولا.
- و ثانيا هل يرغب النواب سواء العائدين أو الجدد التفريط في هذه الفــــرصة ( النيابة ) من جاه و مال و حصانة أن يتركوها تمر فنحن لا ينبغي أن لا ننسى أننا في بلد متخلف و ليست المصلحة العامة هي قائدة التفكير عندنا.
- أن القيادات من وجهة نظري يمكن أن ترتفع على خلافاتها سواء المبدئية أو الذاتية و أن تتوجه في إطار ما تدعيه من مصلحة عامة إلى تناسي تلك الخلافات و تتفق على ركوب البلاد و تقضية 5 سنوات أخرى في ما لا يعني ثم في آخر العهدة تغسل يديها بالجافال أو حتى بماء الفرق معلنة أنها براء من المسؤولية.
- و لنقل و بوضوح أن طريقة الانتخاب أو الاقتراع المعمول بها في تونس و التي هندسها عياض بن عاشور لانتخاب مجلس تأسيسي و أصرت النهضة على بقائها هي التي أنتجت الكارثة التي نقف أمامها.
للعلم فقط فلو كنا استعملنا في هذه الانتخابات طريقة الاقتراع الأغلبي وفقا لنتائج انتخابات الأحد الماضي لكنا اليوم في مواجهة مجلس تكون نجحت فيه 25 قائمة نهضاوية بكامل أعضائها و حوالي 8 قائمات لحزب نبيل القروي ( وهز يدك من المرق لتتحرق)
- و لنا عودة…