تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
ستواجه حركة النهضة عزلة سياسية في مجلس النواب القادم بعد رفض أهم الأحزاب المشاركة في الحكومة التي ستشكلها رغم فوزها بأكبر عدد من مقاعد المجلس و يستبعد جدا تراجع الا حزاب الأساسية عن قرارها مثل حزب قلب تونس و الحزب الدستوري الحر و حركة الشعب و التيار الديمقراطي بل حتى حزب تحيا تونس حليفها الحالي أختار المعارضة بعد مشاورات بدون تفاهم و يبدو أن جل قيادات الحزب يرفضون أي مشاركة في هذه الحكومة لأنهم يدركون أن التحالف أو التوافق مع حركة النهضة نهايته أندثار الحزب.
و بعد رفض هذه الأحزاب الأساسية لم يبق أمام حركة النهضة إلا الأستنجاد بالمستقلين لكنهم لا يمثلون أي ثقل سياسي أو كتلة إئتلاف الكرامة… لكن ليس من صالح حركة النهضة أن تكون في تحالف مع تيار متشدد يسيئ إلى الواجهة التي عملت منذ خمس سنوات على ترويجها بأعتبارها “حزب وسطي” و لا علاقة له بالتطرف او الأخوان المسلمين او السلفيين و بالتالي أي تقارب مع هذا الإئتلاف سيكون و بالاعلى سمعتها و صورتها. فماذا ستفعل النهضة إذن؟
خياران بمنطق الحساب ستفشل الحركة في تمرير حكومتها فمن المستحيل حسب المعطيات الحالية تشكيل حكومة و بالتالي سيتم حل المجلس و إعادة الا نتخابات لكن هذا السيناريو يبدو مستبعدا فالنواب الذين وصلوا إلى المجلس لن يفرطوا في مواقعهم و بالتالي لن يلتزم أغلبهم بتعليمات قيادات الحزب و هذا المدخل سيكون الباب الذي ستخترق به حركة النهضة بعض الاحزاب بإستمالة النواب و ستعمل خاصة على تفكيك كتلة حزب قلب تونس و كتلة التيار الديمقراطي اما بقية الأحزاب فيصعب أن تنجح في أختراقها لأنها أحزاب عقائدية مثل حركة الشعب و الحزب الدستوري الحر و إذا فشلت في هذا الأختراق و الحصول على العدد المطلوب للمصداقة على الحكومة ستلجأ حركة النهضة للخيار الثاني و هو التنازل عن رئاسة الحكومة و أختراق شخصية مستقلة و تشكيل حكومة ذات أولويات أقتصادية خاصة أن السنوات القادمة ستكون صعبة جدا و النهضة لا تريد أن تكون في الواجهة بعد أن خبرت الحكم في حكومتي العريض و الجبالي و كانت حصيلتهما ثقيلة جدا… و مدمرة…!!
فكيف ستتعامل حركة النهضة مع الوضع السياسي الجديد مع معارضة قوية في قصر باردو؟