أعلن مجلس شورى حركة النهضة دعمه ومساندته لقيس سعيد في الدور الثاني من الأنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها و هذا الترشيح كان متوقعا فحركة النهضة لا يمكن أن تساند منافسه السجين نبيل القروي الذي يتهمها أنصاره بأنها وراء سجنه كما أن سعيد الأقرب لها في مواقفه المحافظة خاصة بين قواعد الحركة و تعيينه عضوا في المجلس الأسلامي الأعلى زمن حكومة علي العريض لم يكن صدفة ففي توجهاته الأساسية و خاصة مواقفه من المساواة و الحريات يكاد يتبنى مواقف حركة النهضة لكن السؤال لماذا لم ترشحه منذ البداية؟
كنا كتبنا في “الوسط نيوز” منذ الأعلان عن ترشيح حركة النهضة لعبد الفتاح مورو أنه ليس مرشحها الفعلي بل هو مجرد بالون أختبار و الموقف الحقيقي للحركة سيظهر في الدور الثاني؛ و لأن حركة النهضة لا تضع بيضها في سلة واحدة فقد دفعت بأكثر من مرشح في هذا السباق و الدليل على عدم جديتها في ترشيح مورو هو الحملة الرئاسية الباهتة فحركة النهضة لم تكن ضمن الخمسة الأوائل الذين أستعملوا شبكة الفايس بوك رغم أنها في الأصل و منذ 2011 أكثر حزب يستعمل الفايس بوك و الصفحات الموجهة لتشويه خصومه و ترويج برامجه و خطابه كما أن تأكيد قيادات الحركة على أن مورو هو مرشحهم الفعلي بمناسبة أو غير مناسبة يؤكد تماما العكس من باب كاد المريب أن يقول خذوني.
فالحركة لم تكن واثقة من نجاح قيس سعيد و لا من نجاح يوسف الشاهد و أنتظرت إلى حدود الرابعة يوم الأحد 15 سبتمبر و عندما لاحظت عبر مراقبيها المنتشرين في كل مكاتب الأقتراع أن عبدالكريم الزبيدي و نبيل القروي و قيس سعيد في المراتب الأولى أختارت أن تحسم المعركة الأنتخابية لحساب قيس سعيد فتغيرت المعطيات في ظرف وجيز لصالح قيس سعيد يؤكد أن هناك قوة منظمة نزلت بثقلها لمساندته و هي لا يمكن أن تكون غير حركة النهضة المعروفة بأنضباط قواعدها خاصة عندما يكون التصويت لشخصية قريبة وجدانيا منهم.
و حركة النهضة تفضل قيس سعيد لأنها تستطيع أن تضع له الخطوط الكبرى لمواقفه فيكون ممثلها في قصر قرطاج و من خلاله توجه السياسة الخارجية للدولة مثلما فعلت مع منصف المرزوقي الذي تخلت عنه عندما بدأ في أفتكاك قواعدها بخطابه الشعبوي معتقدا أن الذين صوتوا لهم في الأنتخابات السابقة هم أنصاره و ليسوا أنصار النهضة فقيس سعيد ليست له طموحات و لا يجيد العمل السياسي و هو في قرارة نفسه ليس مصدقا ما يحدث و قد جىء به بعد دراسة مستفيضة لشخصيته و لشخصية المواطن التونسي المحبط من الوجوه التقليدية و ذلك لتنفيذ مشروع أقليمي مثل المشروع الذي نفذه المرزوقي بالنسبة لسوريا.