تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
-
تخلت عنه النهضة بعد أن قدم لها ما لم تحلم به…!!!
دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد على أمواج إذاعة موزاييك منتصف الأسبوع الماضي إلى توحيد أحزاب الوسط مؤكدا على ضرورة التحالف من أجل تكوين قوّة سياسية تحافظ على النمط الأجتماعي المهدّد من قوى معادية له قد تصل عبر الأنتخابات إلى مجلس نواب الشعب و لم يستثني من دعوته حتى عبدالكريم الزبيدي رغم ما قاله فيه على حد قوله!
دعوة الشاهد مرت في صمت و لم تثر الأنتباه إذ تجاهلتها معظم الأحزاب و كان هذا “التجاهل” رد فعل طبيعي لأكثر من سبب أوّلها أنها كانت في الوقت الضائع أو كما يقول المثل الشعبي التونسي البليغ “بعد ما تخذ شرا مكحلة” و ثانيا لأن يوسف الشاهد صاحب الدعوة يتحمّل المسؤولية الأساسية أن لم نقل الأولى في تشتيت الأحزاب الوسطية كيف؟
لقد أنلطق تأسيس حزب تحيا تونس من مجلس نواب الشعب بتأسيس كتلة الإئتلاف الوطني التي أصبحت في ظرف وجيز الكتلة الثانية بعد حركة النهضة و تكوّنت من شتات الكتل الوسطية من نداء تونس و آفاق تونس و الأتحاد الوطني الحر و الحرة (مشروع تونس) و قد تأسست بعد أن أعلن نداء تونس القطيعة مع حركة النهضة و أعلن المرحوم الباجي قايد السبسي نهاية التوافق مع حركة النهضة.
…التوافق للوصول إلى قرطاج…!!
هكذا عوّضت كتلة الإئتلاف الوطني كتلة نداء تونس في “التوافق” مع حركة النهضة و كان سبب تأسيس ر كتلة الحرّة التي ضمت أول المنشقين عن نداء تونس رفض سياسة التوافق مع حركة النهضة!
لقد كانت أستراتيجية كتلة الإئتلاف الوطني هي الرهان على حركة النهضة لوصول يوسف الشاهد إلى قرطاج في الأنتخابات الرئاسية كما كانت تراهن أن يكون حزب تحيا تونس الحزب الأول في التشريعية بعد أن جمع قياديين من كل الأحزاب الأخرى بما فيها حركة الشعب (مبروك كورشيد قيادي سابق) و المسار و آفاق و قياديون تجمعيون من وزراء و ولاة و برلمانيون زمن بن علي و لكن كل هذا اللفيف و رغم الدعاية الكبيرة لم يكن يوسف الشاهد ضمن الخمسة الأوائل و ستكون نتيجة تحيا تونس في التشريعية بعيدة عن هذه النسبة منطقيا.
فالذين صوتوا لقيس سعيد سيصوتون لقائمات إئتلاف الكرامة لسيف الدين مخلوف و إئتلاف أمل و عمل لياسين العياري و الذين صوتوا لمورو سيصوتون لقائمات النهضة و الذين صوتوا لنبيل القروي سيصوتون لحزبه قلب تونس أما أنصار الزبيدي فالأقرب أن يصوتوا لقائمات قلب تونس و الدستوري الحر و لن يغنم حزب تحيا تونس شيئا من أصوات اليسار و القوميين.
فرهان الشاهد و حزبه على حركة النهضة كان خاطئا و كل السياسيين الذين راهنوا على الإسلاميين كانت حصيلتهم فشلا ذريعا بدءا بأنور السادات الذي كان يلقب بالرئيس المؤمن قبل أن يغتاله الإسلاميون مرورا بجعفر النميري و في تونس محمد مزالي و نجيب الشابي و منصف المرزوقي و الباجي قايد السبسي و لكن يوسف الشاهد توهّم أنه قادر على أن يلعب دورا و أن يكون بديلا عن الباجي قايد السبسي فكانت الحصيلة سلبية ليس له و لا لحزبه فقط بل للحركة الديمقراطية و قوى الوسط التي ستتكرر خسارتها في التشريعية بسبب التشتت الذي يتحمل الشاهد جزءا كبيرا من المسؤولية فيه.
نصائح لم يسمعها الشاهد…!!
حملت الشاهد نشوة السلطة و غرور الكرسي و راح يفبرك الملفات و يجلب أموال رجال أعمال سينفضون من حوله تماما كما غادرت زهرة ادريس “مركب الشاهد” قبل بضعة ساعات من الدورة الأولى للانتخابات للرئاسية…!!
فماذا لو استمع الشاهد إلى منتقديه الذين قدموا له النصيحة…. ماذا ولو لم ينبطح للنهضة ويمكنها مما لا يمكن أن تحلم به… و لو قام بحملة جدية حقيقية على الفساد… و لم يدمر العائلة الوسطية و أعتمد خلال الثلاث سنوات من حكمه على الالتصاق بهموم المواطنين في مختلف الجهات و توخي الأتصال المباشر الصادق و لم يغدر بمن صنعه و فرضه في المشهد السياسي.
ماذا لو تفادى الشاهد هذه الأخطاء الأستراتيجية القاتلة و المدمرة و أعتمد على محيط مباشر و مستشارين غير الذين دمروه… و ورطوه… و قضوا عليه كما قضى عليه حليفه النهضاوي الذي يحسن فقط حرق جسم كل طرف يمد له خنسره… فيعطيه….أصبعا اخرا….!
و في النهاية و باختصار شديد… ماذا لو ينسحب اليوم يوسف الشاهد من المشهد السياسي بعد كل هذا الفشل… و ما تسبب فيه من دمار و هذا العدد الهائل من أعداء لم يراكمهم أي سياسي نشط لعشرات السنين…!!!