-
هل اثر الظهور التلفزي للمرشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية قيس سعيد في قناة الجزيرة القطرية دون سواها (مقابل رفض تلبية الدعوات المتكررة لمختلف وسائل الاعلام الوطنية)
نشر الصحفي الليبي فوزي عمار المقيم في مدريد تدوينة هامة حول محتوى ما صرح به قيس سعيد في قناة الجزيرة القطرية:
و فيما يلي النص الكامل للتدوينة:
تابعت بكل اهتمام الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة مع المترشح للدور الثاني قيس سعيد.
1. ما يطرحه لا علاقة له بالفكر السياسي و لا يمكن أن يصدر عن فرد و لكن عن طريق لجان تفكير و طرح و دراسة و تقييم.
2. ما يطرحه ليس برنامجا انتخابيا و لا يستجيب لقواعد الطرح المنهجي. سفسطة خجلت فعلا أنها تصدر عن أستاذ أفنى عمره في التعليم.
3. ما يطرحه قلب لنظام الحكم سيؤدي إلى خلق نظام فلكلوري في تصوراته و عنيف في ردوده.
4. خلط لتقنيات وطرح قائم على خبط عشوائي كجمعه بين تقنية الانتخاب و التزكية و القرعة في اختيار ممثلي المحليات و الجهات.
5. الرجل يتحدث كفرد، لا كمجموعة، لا يبسط فكرة واضحة و إنما أفكار متضاربة تعبر عن صراع نفسي حاد.
6. طغيان صيغة الأنا على تدخلاته تجاوزت أسلوب النمط الملكي بل الفرعوني.
7. تشتت فكري و غياب شبه كلي للتركيز، من ذلك أن المحاور يسأله عن الإصلاحات أو الرؤية الاقتصادية و هو يجيب عن الصحة و التعليم باستعمال تعابير إنشائية بأسلوب خشبي ركيك. يسأله المحاور عن علاقة تونس بالاتحاد المغاربي فيجيبه تاريخنا واحد و مستقبلنا لا يمكن أن يكون واحدا !
هل نحن أمام مفكر ؟
نحن لسنا أمام مفكر ولا معلم ولا منظر. بل نحن أمام مترشح يردد بأسلوب سكولاستيكي فاقد للبنيان، جاف و خال من المشاعر، مجموعة من الأفكار المتداخلة، الضبابية و العنيفة.
ما يطرحه قيس سعيد فوضى فكرية تستعمل بعض المفردات التي يريد جزء من الشعب سماعها، مستغلا في ذلك ضعف المعرفة و الإدراك السياسي لمتابعيه.
المترشح قيس سعيد ليس أستاذ نظم سياسية بل أستاذ قانون دستوري و ما يطرحه يحتاج إلى تبويب و إعادة تطوير عبر استشارة موسعة متفرعة عن لجان غير مرتبطة بفاصل زمني.
لا يمكن نجاح أي تجربة سياسية في غياب كلي لأي دراسة اجتماعية تقوم على تفكيك بنية العقل التونسي حضريا وريفيا، محليا وجهويا، عائليا وعشائريا… أي مشروع سياسي، يجب أن يقوم على رؤية، يمكن أن تمتد دراستها لخمس أو عشر سنوات يشترك فيها علماء الاجتماع و النفس و السياسة و القانون و التاريخ و الجغرافيا والإعلام.
ما يطرحه الرجل مشروع فوضوي، خطير و مهدد للوحدة الوطنية، للسلم و الأمن الاجتماعي و الاقتصادي و للأمن القومي، الإقليمي و الدولي.