تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
-
السلفيون و حزب التحرير على الخط…
-
نفس الخطر يهدد الأنتخابات التشريعية القادمة
-
النهضة تتصدع و تعجز عن تمرير مرشحها الرسمي
-
كيف قدم الثنائي عبير و جمعة خدمة جليلة للنهضة و السلفية…
-
هذا ما جناه الباجي … و دعمه الشاهد…
-
مستقبل النخبة حدده المسنون و الأميون…
مثلت النتائج غير الرسمية للأنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها مفاجأة و زلزال سياسي ستكون له تبعاته على مستقبل تونس ففوز قيس سعيد بالمرتبة الأولى و نبيل القروي بالمرتبة الثانية يؤكد نهاية الطبقة السياسية التقليدية و صعودهما هو عقاب لكل من تحمّل السلطة قبل ما يعرف بالثورة أو بعدها.
فلماذا كان هذا العقاب و لماذا فشل المترشحون عن الوسط خاصة في الوصول إلى الدور الثاني…!!؟؟
نداء تونس و خيانة الناخبين
عدد كبير من الذين أختاروا نداء تونس في ا نتخابات 2014 و الباجي قايد السبسي صوتوا لنبيل القروي و قيس سعيد المحاط بروابط حماية الثورة و حزب التحرير و السلفيين و جزء من قواعد حركة النهضة و هو يدعو إلى تطبيق الشريعة و الى ما يشبه نظام اللجان الشعبية و إلغاء البرلمان و في هذا الخطاب خطر حقيقي على الدولة و على مدنيتها و على نظامها الجمهوري الذي سيقسم على أحترامه في حال فوزه.
فبعد الفوز في الأنتخابات أختار الرئيس الراحل التوافق مع حركة النهضة ذات المرجعية الدينية بعد أن سقطت في الصناديق فكانت الصدمة الأولى ثم سمح لأبنه بتفكيك الحزب الذي كان غائبا في الشارع طيلة خمس سنوات فكان هذا الموعد الأنتخابي عقابا لكل المنحدرين من نداء تونس أو الذي يسانده نداء تونس من سلمى اللومي إلى عبد الكريم الزبيدي إلى ناجي جلول و سعيد العايدي فهذه الأنتخابات كانت في عمقها أنتقاما من نداء تونس الذي لم يف بوعوده و لا بالقطيعة مع حركة النهضة التي أنتخب من أجلها…
جناية الشاهد, جمعة و موسي على العائلة الوسطية
الأنتقام الأنتخابي من نداء تونس كان يمكن أن لا يصل إلى هذه النتيجة لولا تواطئ الثلاثي يوسف الشاهد و مهدي جمعة و عبير موسي فأدوارهم كانت سلبية جدا و هم الذين مهدوا الطريق لصعود سعيد و القروي رغم وجوده في السجن فالذين صوتوا للقروي كانوا في الحقيقة ينتقمون من الشاهد.
و الملاحظ أن أنصار الشاهد و عبير موسي خصصوا حملتهم تقريبا لشتم عبد الكريم الزبيدي أكثر من الأهتمام بقيس سعيد او مورو او مخلوف أو حمادي الجبالي أو المرزوقي و هؤلاء جميعا معادين للدولة و النظام الجمهوري و يقدمون خطابا لإستمالة السلفيين و ذوي الميول الداعشية فتشتت العائلة الوسطية بين أربعة مترشحين أساسيين جمعة الشاهد الزبيدي موسي يضاف لهم آخرين رغم محدودية نتائجهم (جلول و اللومي و العايدي) هو السبب في عدم مرور أي مرشح للدور الثاني…
تصدع حركة النهضة
لم ينجح عبد الفتاح مورو المرشح الرسمي لحركة النهضة في المرور إلى الدور الثاني (ما لم يتم أقصاء القروي بحكم قضائي) و هذا يؤكد أن قواعد الحركة لم تكن على قلب واحد ففي ولايات الجنوب الشرقي الواضح أن التصويت كان لمنصف المرزوقي و ليس لعبد الفتاح مورو كما تؤكد النسبة التي حصل عليها سيف الدين مخلوف التي تصل إلى 4 بالمائة فيها جانب من قواعد الحركة.
فلأول مرة تدخل النهضة الأنتخابات غير موحدة إذ توزعت قاعدتها بين مجموعة من المترشحين من حمادي الجبالي إلى الهاشمي الحامدي إلى منصف المرزوقي و قيس سعيد و مخلوف لذلك لم ينجح مرشحها في المرور إلى الدور الثاني و هذا ستكون له تبعاته على مستقبل الحركة التي بدأت تفقد صلابتها عاما بعد آخر و هي مهددة بالتفكّك…
النخبة خارج اللعبة…
على أن المفت للانتباه هو بقاء النخبة خارج اللعبة مشدوهة… عاجزة…- بل أن مصيرها حددته أصوات من لا يعرف الكتابة و القراءة الأميين و الطبقة المهمشة و المسنين خاصة مقابل مترشحين لا صلة لهم بالواقع… و تجاهلوا مصائب و كوارث سنوات و اوهموهم من خلال صفحات فيسبوكية “مشبوهة” أن لهم نسبا “محترمة”… تنتظرهم…. فلم يجدوا عند الأعلان عن النتائج… الا الأوهام و الصراعات التي سلبت حقهم لسنوات طويلة.
السلفيون و حزب التحرير
على الخط المعروف عن حزب التحرير دعوته لإقامة الخلافة الإسلامية و رفضه للنظام الجمهوري و بالتالي الأنتخابات و لكن تثبت المؤشرات أن قواعد الحزب الذي ينافس حركة النهضة على قيادة الحركة الإسلامية في تونس صوتوا لقيس سعيد كما تدل النسبة التي حصل عليها مخلوف أن السلفيون صوتوا له و هم الذين يكفرون الأنتخابات و لا يؤمنون بالديمقراطية و لا بالعملية السياسية و تؤشر مشاركة الذين لا يؤمنون بالديمقراطية في الأنتخابات إلى مرحلة مخيفة قد تنساق فيها تونس فمخلوف مثلا يشارك في الأنتخابات التشريعية بإئتلاف في كل الدوائر تقريبا و قد يكون فاعلا في مجلس نواب الشعب الجديد و تطرح مشاركة الذين لا يؤمنون بالجمهورية بكل ما تعنيه من قيم سياسية و منظومة تشريعية سؤالا حول مدى تطبيق النظام الأنتخابي و الدستور الذي يفترض أنه لا يسمح لأعداء الجمهورية و الديمقراطية بالمشاركة في الأنتخابات.
و كان هتلر صعد إلى الحكم بالأنتخابات و هو ما يتجاهله عدد كبير من الذين يسبحون بحمد الديمقراطية وجنتها…!!