في اليوم الثاني من المناظرة التي جمعت المترشحين للرئاسية و عددهم 9 اتسمت المداخلات بالشعبوية لاسيما الهاشمي الحامدي الذي تحدث عن السيستام و رجال الاعمال و الفقر و التهميش و نقص التكوين الاسلامي و التنقيص من ساعات التربية الاسلامية اثر اجابته على موضوع الامن القومي دون ان يفوت الفرصة ان يستشهد بعمر بن الخطاب “عدلت فأمنت فنمت” متناسيا انه من “مدللي السيستام” التابع للمنظومة القديمة التي جنى منها الحامدي أمولا طائلة ونجح عبر لوبيات السيستام ان يمتلك قناة و يدخل عالم الاعمال.
في نطاق كذلك الشعبوية كانت اجابة النوري الصغير خارجة على نطاق السؤال حيث اعتبر انه لا حديث عن الامن القومي بدون تفعيل الحكم المحلي الوارد بالدستور و الحال و ان الدستور لا توجد فيه عبارة حكم محلي فدستور 2014 اعتمد مفهوم السلطة المحلية التي تتجسد في اللامركزية وهذا مختلف عن الحكم المحلي مفهوما و أبعادا لكن تمسك بالحكم المحلي كحل لكل مصائب تونس و لغزو أوروبا و هي عبارة استعملها و السيطرة على الاسواق في كل أنحاء العالم و كل ذلك بفضل الحكم المحلي دون تفاصيل. فيما رد بولبيار ان الحفاظ على الثروات الطبيعية كمكون للامن القومي يكون بالمحافظة على المادة الشخمة و هو ما اضطر الصحفي الى اعادة السؤال و شدد اذا تم انتخابه سيلغي وزارة السياحة و سيخصص ميزانيتها إلى وزارة الداخلية.
غير بعيد نسبيا عنهما كانت اجابات الرحوي عامة و سطحية و هو نفس حال حمادي الجبالي المنشق عن النهضة و الذي قدم نفسه كمستقل حيث حاول ان يظهر بشكل رجل الدولة الا ان محتوى إجاباته عرى بعض جهله في خصوص الامن القومي و هو موضوع مترامي الأطراف خاصة في ظل الرقمنة و يشمل الامن الغذائي و الأمن العام و عديد التفاصيل الاخرى لم تأت عليها اجوبة الجبالي التي ركز عبرها على الحرب على الفساد و على دور رئيس الجمهورية في حماية الامن القومي بعيدا عن اللوبيات دون ان يفسر كيف يمكنه تحقيق ذلك و نحن مهددين ببرلمان اغلبه من رجال الاعمال و الانتهازيين كما أظهرت القائمات التشريعية و الحال و انه كما ادعى مستقل اي لا يتمتع بحزام سياسي يدعمه اكثر من ذلك تمسك الجبالي انه في حال اصبح رئيسا سيقطع مع ديبلوماسية التسول و سيخلق رؤوس أموال و سيحقق معجزات اقتصادية على غرار سنغافورة مع العلم و ان في عهده تحولت تونس أساسا الى متسول متميز لتغطية حاجيات التعيينات التي زَكَّاهَا حمادي الجبالي.
بعيدا عن الشعبوية…
في المقابل لاحت خبرة الزبيدي في اجاباته التي كانت بعيدة كليا عن الشعبوية و خاصة في مجال الامن القومي و بين بوضوح ان هناك خطة لمقاومة الاٍرهاب في الجهات و على المستوى المحلي و تمسك بان هناك نجاحات أمنية خاصة مع تعزيز جاهزية و تقوية الميزانية المخصصة للمؤسستين الامنية و العسكرية و محاولة تحييدها عن التجاذبات السياسية كاشفا دون قناع ان الاختراقات السياسية اضرت بالامن الداخلي واضاف ان التنسيق مع ليبيا موجود خاصة مع تقدم حفتر وان هناك استراتيجيا للتصدي للدواعش الذين لم يعد يَرَوْا من تونس ملاذا امنا بفضل صحوة الامن و الجيش مؤكدا ان لديه خطة عملية من اجل تحويل الديبلوماسية التونسية الى اداة لدعم الامن و الاقتصاد بمعنى الديبلوماسية الاقتصادية – تونس يمكن تكون تونس plateforme -هذا الى جانب الديبلوماسية الكلاسيكية و دعم السلم و الحياد الإيجابي.
ما هو ثابت ان محسن مرزوق حاول خلال هذه المناظرة أن يكون براغماتيا خاصة عندما كان حاسما في مجال التعامل مع الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر و اكد انه ضد وضعهم في منتجع و مع تطبيق القانون في شأنهم و دعا في نطاق دعم الامن المائي الى فتح الشراكة مع ليبيا في هذا الموضوع و الى استغلال الطاقات البديلة.
اما بالنسبة للمرايحي فقد شدد عبر كل أجوبته الى توفير الإرادة السياسية الحقيقية للضرب على أيادي المهربين لان التهريب يمر عبر القنوات النظامية فضلا على انه اساء مباشرة لعلاقات تونس مع اوروبا و يتجنى على انجازات الاستقلال.
و يذكر و ان هذا الاخير قد لجأ للغش خلال هذه المناظرة حيث ضبطه عدل المنفذ و هو مدججا ببعض الأوراق التي يستعين بها للجواب فيما حجز عدل المنفذ هاتف جوال لبولبيار يأتي ذلك بعد محاضرات عن الصدق و المصداقية و الكلام و لا شيئ غيره.
اما الياس فحفاخ فقد كان مقنعا في بعض الاجابات لكنه وقع في عملية استنسخاح لبرنامج عبير موسي في بعض النقاط.
مع الاشارة الى أن مناظرة أمس شهدت أجواءا من المناكفات و طلب رد في عدة مناسبات غلب عليها التشنج و غياب الديناميكية و التفاعلية.
هاجر و أسماء