تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
-
مصالحة شاملة لتستعيد تونس عافيتها الاقتصادية و تماسكها الاجتماعي…!!؟؟
كما كان متوقعا أثار أول ظهور رسمي على فضائية تونسية للمرشح الرئاسي الدكتور عبد الكريم الزبيدي الكثير من ردود الفعل على شبكة الفايس بوك التي تعد مؤشرا لفهم توجهات الشارع التونسي و خاصة في مستوى النخب و الطبقة الوسطى و هي من أكثر رواد الفايس بوك الهجوم على الزبيدي كان أساسا من أنصار رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي أختار القناة الوطنية الأولى -في نفس توقيت المرشح الزبيدي- لإعلان إحالة “فلكلورية” لصلاحياته إلى كمال مرجان رئيس المجلس الوطني لحزبه تحيا تونس وزير الوظيفة العمومية إلى حين نهاية الحملة الأنتخابية يوم 13 سبتمبر و هو قرار آخر مثير للجدل حول مدى دستوريته…!!
الذين هاجموا الزبيدي أنطلقوا أمام حضوره الضعيف أمام الكاميرا و لهجته و بطء إجاباته و هذه ملاحظات صحيحة في ظاهرها لا بد تداركها لكن الجانب الثاني فيها يمكن فهمه إيجابيا أيضا فقد ظهر الزبيدي بمظهر عفوي، صادق و دون بروتوكولات يتحدث بمنطق رجل الدولة الصادق الذي يلبي نداء الواجب دون أن تكون له طموحات شخصية في الرئاسة أو أمتيازاتها و قد بدا الزبيدي بمظهر الرجل الزاهد المتعفف و هذان صفتان تكادان تنعدمان لدى الطبقة السياسية اليوم و هو ما قد يرفع في شعبيته في الشارع التونسي.
هذا في الشكل لكن لا أحد أنتبه او توقف لمضمون حديث الزبيدي و ما عبر عنه من مواقف واضحة من عديد القضايا المصيرية لتونس؛ فهو أول مرشح للرئاسة منذ 2011 يقطع مع خطاب «الثورة» التي لم ترد على لسانه مطلقا و هذا مؤشر جوهري لافت يؤكد من خلاله الزبيدي قطعه مع منظومة 14 جانفي التي يعتبرها عدد كبير من التونسيين مرحلة سلبية في تاريخ تونس بسبب حصيلتها الكارثية كما كان موقفه من العلاقات مع سوريا واضحا إذ وعد بإعادة العلاقات مع سوريا ل«التنسيق الأمني» في مكافحة الإرهاب بما يعنيه ذلك من فتح ملفات التسفير و هو ملف في غاية من الخطورة على مستقبل النهضة تحديدا التي ترفض باستمرار مجرد الاشارة إليه او الحديث عنه…!!
كما أشار إلى الإرتباط الوثيق بين الجهاز السري و الأغتيالات و هذه حقيقة يعرفها التونسيون و لكن لم يتجرأ أي سياسي على قولها كما أشار إلى ضرورة تنقيح النظام السياسي و مراجعته مؤكدا أنه نظام تمت صياغته على قياس جهة سياسية معينة لابد من تغييره لتجاوز حالة الشلل و كل هذه النقاط مرتبطة أساسا بنتائج 14 جانفي التي فادت حركة النهضة إلى الحكم.
و قد أكد أنه لا يجيد الزقزقة و بالتالي ليس العصفور النادر الذي تبحث عنه حركة النهضة كما وعد بالمصالحة الشاملة لتجاوز حالة البطالة التي تعيشها تونس حتى تستعيد عافيتها الاقتصادية و تماسكها الاجتماعي. بخطابه مساء أمس يكون عبد الكريم الزبيدي قد دخل في مواجهة مباشرة مع حركة النهضة و حلفائها و منظومة 14 جانفي مؤكدا على أستقلاليته عن كل الأحزاب فهل ينجح في الفوز برئاسة الجمهورية لتنفيذ برنامجه في الخارجية و الدفاع و الأمن و ينجح في إقناع الكتل البرلمانية في ضرورة تعديل النظام السياسي..!!