تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
هي ليست “مدرسة قرآنية” واحدة … يتيمة … في منطقة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد التي تحتل بامتياز الرقم القياسي في عدد التونسيين المسفرين الى سوريا و ليبيا٬ بل هي المئات من “المدارس” المنتشرة شمالا / جنوبا و شرقا / غربا بين سنوات 2011/ 2019 تنافس أقوى الجامعات العالمية…!!!
…كيف لا و قد أثبتت الفيديوهات أن “روضة الرقاب ” كغيرها تحولت الى مركز تدريب تفرخ الإرهاب… !!!
هي بكل بساطة تجسيم لمشروع يتمدد …… ينتشر…… و يهرول…… بكل سرعة : انه مشروع الاخوان بامتياز ……… مهما حاولوا التعتيم… و اجتهدوا في ممارسة التقية و التخفي٫ فان كل الدلائل و المؤشرات تؤكد ان هذه “المدارس القرآنية” هي جزء من مشروع خطير ؛ متكامل يتستر وارء التحجج بأن “الاسلام في خطر” …… او “القرآن في خطر” لتمريره مستغلين وضعية الفوضى و غياب الدولة التي انتهت الى التفكك و العجز التام على اداء مهامها ودورها في التصدي لهذا الزحف الاخواني الممنهج و الذي يتعزز فضحه بتدرج لافت لينتهي الى تحاليل شرحية على أطفال مارس عليهم “شيوخهم” ابشع انواع الاعتداء اللاأخلاقي و اللاإنساني و اللاديني في اتجاه الفضح الكامل لتخف وراء القران الكريم… و اسلامنا السمح ؛ النير؛ المعتدل
…… و لسائل ان يسأل … و يتساءل اليوم و بعد كل هذه الفضائح التي لن يقدر اي طرف على اخفاءها او التستر عليها او حتى مجرد الادعاء بأنها “اخرجت من سياقها ” :
- من خدم الاسلام و المسلمين في تونس تحديدا ؛ أهو بورقييبة “الماسوني”…… و “الفرنكوفوني” …… و “العميل” …… ام اتباع الاسلام السياسي و …” البدر”… العائد من وراء البحار……؟ ؟؟!!!
و لسائل ان يسأل و يتساءل اليوم : من يتجرؤ و يواصل مستقبلا التحالف و التسترعلى هكذا مشروع يتمدد و ينتشرمهددا بصفة جدية وجودنا كدولة و كنظام جمهوري و كتونسيين اصلا ؟؟؟؟
و لسائل ان يسأل و يتساءل : ما هو موقف أولياء التلاميذ الذين اعتقدوا وهما ان ابناءهم الأبرياء ينهلون من المعارف الدينية و القرآن الكريم و التجويد و الترتيل … و الخلق الحميد٫ و اذا بالذهول يصفعهم عندما يكتشفون ان الفحص الشرجي أكد تعرض فلذات أكبادهم الى الاعتداء الجنسي و الفاحشة و المفاحشة تحت غطاء الدين و داخل أسوار “مدرسة قرآنية” لا علاقة لها لا بالقرآن و لا بالإسلام و المسلمين اجمعين…!!!
و في الانتظار موقف رسمي من حركة النهضة المعنية مباشرة و اكثر من غيرها و قبل أي طرف آخر من هذه الكارثة الوطنية باعتبار تأطيرها و مساندتها لهذه “المدارس” ؛ فان حضور نائبها و احد ابرز منظريها الحبيب خذر في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها “أولياء” تلاميذ الرقاب٫ و كذلك فيديو النهضاوي نورالدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق الذي ازدهرت تحت رعايته المباشرة مثل هذه الأنشطة والأماكن المشبوهة.
في انتظار هذا الموقف النهضاوي الرسمي الذي لن يصدر٫ فان ردود فعل القيادات النهضاوية كافية لوحدها لتعبر عن الدعم … و تبرز في ذات الوقت الارتباك ……!!! كيف لا وقد دعا النهضاوي الخادمي “الأغنياء” الى تجهيز الجمعيات و تأثيثها و دعمها……!!!!
و مقابل هذه المواقف المدانة تبرز مواقف الوطنيين الصادقين ممثلة في دعوة مجلس الامن القومي ولاة الجمهورية الى اجراء جرد مفصل لهذه الجمعيات في كامل مناطق البلاد تحت غطاء سياسي بعينه و بتمويل اجنبي خطير و معلوم تعزز كشفه من خلال تحقيقات البنك المركزي التي تشمل جمعيات انتشرت كالفقاقيع في السنوات الاخيرة و مباشرة بعد 14 جانفي لتتهاطل عليها التمويلات من كل حدب و صوب الى درجة ان المشرف على “معسكر التدريب” يتمتع برصيد بنكي لا يقل عن مليارين و يملك مسبحا خاصا داخل قصره الذي شيده على ظهور تلك البراعم التي أصابها “القمل” و “السيبان” و “الجرب” و فقر الدم و ضيق التنفس
… أ هو الإسلام… هل هم مسلمون…!!
و فيما اقتصرت رئاسة الحكومة على مواصلة الصمت الرهيب – على غرار صمتها على قضية الجهاز السري – و اقتصرت على اعفاء والي الجهة و معتمد الجهة فإن كل الدلائل و القرائن تؤكد ان تونس تواجه خطرا حقيقيا ما انفك يتمدد و ينتشر و لم يعد عندنا الوقت للانتظار أوالتردد تحت اية ذريعة كانت مادام الوطن مهدد بصفة جدية في اتجاه “الاخونة”… “الطلبنة”…… و “السلفنة” …… اعتمادا على منظومة لا غاية لها منذ 2011 سوى السيطرة على مختلف المفاصل تمهيدا للتمكين.
و ما دمنا امام هذه الخطورة فان المسألة تتصل بالأمن القومي بامتياز و تفرض التجند و تمر عبر حركة شاملة للتحرر الوطني لا تقل خطورة و أهمية عن معركة التحرر من الاستعمار خاصة و ان الاستعمار الحالي هو سلاح دمار شامل وهو اخطر و اكثر دمارا و فتكا.