تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
-
علاقات وطيدة مع النهضة… قد تنهيها غدرها له بالموافقة على مشروع عزله… من الأنتخابات…!!؟؟
-
ماذا في زيارته الأخيرة إلى أمريكا…!!؟؟
قد يكون نبيل القروي هو الشخصيّة الأكثر إثارة للأسئلة و مدعاة للتّعجّب… حالة سياسيّة فريدة و غريبة في تونس و الوطن العربيّ بل و حتى في العالم…
عرف نبيل القروي أوّلا كمستثمر و صاحب مؤسسة مختصة في الإشهار في تونس و المغرب و الجزائر، ثمّ صاحب قناة نسمة التلفزية ثمّ كناشط في المجال الاجتماعيّ و الخيريّ من خلال جمعية خليل تونس التي تأسست بعد وفاة ابنه في 21 أوت 2016 عن سن ناهزت التسعة عشر ربيعا على إثر حادث مرور.
لا أحد يستطيع أن يحدّد انطلاق علاقته بالعمل السياسيّ بشكل دقيق فأوّل ظهور له في الساحة السياسيّة اقترن بسهره على الظهور الإعلاميّ للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و خصوصا ابّان حملته الانتخابيّة 2014 قبل أن يظهر اسمه ضمن قائمة مؤسسي حزب النّداء… و قبل ذلك ظهوره كأحد مهندسي لقاء باريس بين “الشيخين”.
كيف مرّ نبيل القروي من رجل الظلّ و رجل الإعلام فجأة إلى الصفّ الأوّل في حلقة السياسيين التونسيين و الرقم الأصعب الذي تصدّر كلّ عمليات سبر الآراء على اختلافها محافظا على موقعه في الصدارة في نوايا التصويت الرئاسيّة و التشريعيّة معا و على امتداد شهور عديدة ؟ كيف فعل ذلك قبل حتى أن يؤسس حزبه “قلب تونس” ؟ على الرغم من تعقيدات المشهد و صعوبة فكّ شفرة الحالة “القروية” فإنّ الإجابة أبسط بكثير و أسهل ممّا ذهب إليه معظم الفاعلين السياسيين…
فلنعد لترتيب بعض المؤشرات حسب تسلسلها التاريخيّ في هذه التجربة التي تصلح لتكون درسا في تجديد العلوم السياسيّة و خصوصا مع ظهور هذه الموجة الجديدة لما يطلق عليه “الخارجون عن النسق” outsiders :
ـ 2012 تأسيس جمعية إجتماعيّة “ناس الخير”
ـ 2016 وفاة ابنه خليل و استبدال اسم الجمعية بــ”خليل تونس”
ـ 2017 تسريب صوتي لنبيل القروي متحدّثا عن حافظ قايد السبسي “ماناش خمّاسة عند ….” و هذا هو بداية إحساس نبيل بأنّه كان يشتغل لحساب الغير و قد ملّ هذا الدّور
ـ 2019 يكتشف ثقل الجمعيّة بنصف مليون متمتع بخدماتها و أكثر منهم من المانحين و فاعلي الخير… و معها يكتشف القروي أنّه غير قادر على توفير حلولا الأعداد المتزايدة
ـ أفريل 2019 تكتشف الساحة السياسيّة و الأحزاب الكلاسيكية وجود 1.5 مليون ناخب مسجّل حديثا و هو رقم فاق كلّ التوقعات و لا أحد يعرف من يقف وراءهم
ـ منتصف 2019 يعلن عن مشروعه و يؤسس حزبه.
الخلاصة أنّ نبيل القروي ظلّ بعيدا عن أنظار السياسيين الذين اهتمّوا بصراعاتهم الجانبية و ذواتهم المتضخّمة و حبسوا أنفسهم داخل المدن الكبرى و الفضاءات المغلقة في حين مضى هو في الاتصال المباشر بالنّاس المهمّشين و المفقّرين أو لما يسميه هو “تونس المنسيّة” صانعا بذلك خزّانه الانتخابيّ فقد ذهب إلى حيث غابت الدّولة…!!
ذهب إلى حيث من نسيتهم الأحزاب ليتحوّلوا إلى أنصار … ذهب إلى القرى و الجبال و المناطق الحدودية و ترك البقيّة ينهش بعضهم وزراء بعض و يفتكّ بعضهم نواب بعض و يستولي شقّ منهم على أتباع شقوق البعض الاخر.
…علاقاته بالنهضة… و عبد الحكيم بلحاج: الغموض…!!!
على ان التساؤل الأخطر يتعلق بعلاقات الرجل لا فقط بحركة النهضة التي تربطه بها علاقات وطيدة…و لو أن احد المقربين منه يؤكد على أنها انتهت بعد عملية الغدر التي تعرض لها القروي عند التصويت على مشروع تعديل القانون الانتخابي دون ان ننسى أن الغنوشي ارتدى ربطة العنق في قناة نسمة…كما لا ننسى ذلك الظهور الاعلامي في قناة نسمة ذاتها لزعيم الاخوان الليبي عبد الحكيم بلحاج… دون التغافل عن العلاقات الوطيدة التي نسجها القروي مع قيادات نهضاوية كبيرة و متعددة… و بدون أن ننسى تحوله مباشرة من المطار إلى منزل الغنوشي يوم هاجمته القوات الأمنية في محاولة لغلق قناة نسمة…!!
بعيدا عن كل هذه المعطيات… لابد ان نأخذ بعين الاعتبار علاقاته الخارجية التي تبدو وطيدة بالعديد من الأطراف… أما عن علاقاته برجل الأعمال المثير للكثير من الجدل طارق بن عمار… فحدث و لا حرج…!!؟؟
و هو الذي كان له دور خفي… خطير و محدد ضمن مسرحية الربيع العربي… و لا يخفى على احد ال “show ” الاعلامي الذي قامت به هيلاري كلينتون في قناة نسمة بالذات في أول زيارة لها إلى تونس مباشرة بعد 14 جانفي…
و بالنسبة لهذه العلاقات بالذات بين القروي و أمريكا… فإن احد المقربين منه يؤكد قيام القروي بزيارة بداية العام الحالي التقى خلالها بعدد من المسؤولين…!!؟؟
أسئلة تظل تنتظر اجابة قد لا تأتي… فبالرغم من التقدم في حملة انتخابية مفتوحة على جميع الاحتمالات… و جميع المأسي… و قد يتمخض الصندوق الانتخابي… فيلد “عفريت”…!!!
فماذا عساه يكون نبيل القروي… هل هو ذلك “التاجر” بمآسي و آلام الفقراء كما تاجر غيره بالدين و حوله إلى أصل انتخابي… أم ذلك الانتهازي الذي استغل فراغا ترفضه الطبيعة… أم رجل الاتصال الذكي التي استغل فراغا سياسيا و فشل الاحزاب… أم هو كل هؤلاء معا…!!!؟؟؟