تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
-
“المستقلين” هم الجناح الخفي لحركة النهضة…
أثار اختيار حزب البديل التونسي لمنير التليلي لرئاسة قائمته في باردو الكثير من الأسئلة التي تؤكد الأتهامات لمهدي جمعة في علاقته بحركة النهضة منذ أن كان طالبا في منتصف الثمانينات؛ فمنير التليلي سجين سياسي سابق بتهمة الأنتماء لحركة النهضة و مؤسس جمعية العلوم الشرعية التي تطالب من ضمن ما تطالب به تطبيق الشريعة الأسلامية و مراجعة مجلة الأحوال الشخصية و كان من بين أساتذة كلية الزيتونة التي يهيمن عليها التيار الوهابي الذين رفضوا مبادرة المساواة في الميراث و الحريات الفردية و لهذا السبب أسنحبت حركة النهضة من منافسه على رئاسة بلدية باردو فهو أبنها الفكري و السياسي حتى و إن رفع شعارات وسطية!
ما حدث في بلدية باردو يؤكد الشكوك حول صلة مهدي جمعة بحركة النهضة و قد يكون مرشحها الفعلي فقد كان جمعة أسما مجهولا عندما ظهر في حكومة علي العريض كمستقل ثم فجأة تم أقتراحه لرئاسة الحكومة و لعل تصريح راشد الغنوشي أنذاك بأن الحركة خرجت من الحكومة و لم تخرج من الحكم يؤكد هذا المسار خاصة أن حركة النهضة معروفة بأعتمادها على التقية و تقديم البعض من أبنائها كمستقلين فوزير العدل نذير بن عمو الذي ترشح عن حركة النهضة في تشريعية 2014 تم تقديمه كوزير مستقل و كذلك نوفل الجمالي وزير التكوين المهني و التشغيل الذي تم تقديمه كمستقل ثم ترشح على حركة النهضة في مجلس نواب الشعب عن دائرة سيدي بوزيد و كذلك سليم بسباس كاتب الدولة للمالية في حكومة حمادي الجبالي الذي ترشح عن حركة النهضة بعد أن تم تقديمه ككاتب دولة مستقل!
و كذلك الشأن بالنسبة لمستشار رئيس الحكومة فيصل دربال الذي ترشح كرئيس قائمة النهضة في دائرة صفاقس 2. أما عن منير الكسيكسي المسؤول عن هياكل البديل و رئيس قائمة حزب مهدي جمعة في مدنين فحدث و لا حرج فهو امر الحرس الوطني من علي العريض عبر في حفل تنصيبه عن اعترافه بالجميل لعلي العريض الذي عينه في هذا المنصب…!!؟؟
ف«المستقلين» هو الجناح الخفي لحركة النهضة الذين تستعملهم في بعض المعارك و الملاحظ في خطاب مهدي جمعة أنه لا يتعرض مطلقا لحركة النهضة و الحصيلة الكارثية لحكمها فهو يتحدث عن الوضع السيء في البلاد دون ذكر المتسببين فيه و دون تحميل النهضة مسؤولية الأنهيار المتواصل منذ أن تولت الحكم في 2012 الذي لم تغادره إلى حد الأن فهي المتحكم الفعلي في مفاصل الدولة و لا قرار يتخذ دون أستشارتها والحصول على موافقتها و كل من رفعت في وجهه الفيتو إلا و غادر في لمح البصر.
مؤشرات و معطيات جديدة تؤكد أن المهدي جمعة ليس إلا «العصفور الخفي» لحركة النهضة فهل يكون المرشح الفعلي للحركة.