
تونس -أونيفار نيوز-رحل العظيم فاضل الجزيري .ارتفع صوته في سماء الخلود بعدما أُسكت على الأرض ظلما وقهرا.
رحل المبدع الذي أنار صورتنا و مسارحنا و أضاء وجداننا، لكن وهج إبداعه لم يشفع له أمام عتمة قلوب تجيد صناعة الوحل، وتقتات من دماء الأبرياء.
في أيامه الأخيرة، طوّقوا فاضل بسياط التشهير، وانهالت عليه سهام الكذب والافتراء، لا لأنّه أخطأ، بل لأنّه أنجز، ولأنّ النجاح في زمن الرداءة صار جريمة لا تغتفر.
تركوه يواجه عاصفة من القسوة، بينما جلسوا على مقاعد قضاة وهميين، لا يعرفون من العدالة سوى اسمها.
وما حكاية و تجربة بل ماساة الفاضل إلا صفحة من كتاب طويل، يضمّ عشرات رجال و نساء الاعمال و اصحاب المشاريع و حتى مسؤولين رحلوا في صمت قهرا، بعد أن داستهم شائعات سمّمت حياتهم، وأقوال مأجورة قتلت أرواحهم قبل أجسادهم.
إلى متى سنترك سكاكين إعلام المجاري القذر تحزّ في رقاب الشرفاء و الابرياء ؟
إلى متى سنصمت أمام جرائم معنوية لا تقلّ دموية عن الرصاص ؟
سلام عليك ايها العزيز الفاضل، في عليائك،
سلام على كل بريء مات وفي قلبه قهر غصّة بسبب ظلم و ابتزاز عصابات مجرمة .
ورحمة الله على كل الأرواح التي ذبلت ظلما،
ولعنة التاريخ على كل من جعل من الكلمة خنجرا ومن المنبر مقصلة للانتقام و التشفي و الابتزاز .
بقلم – ابوبكر الصغير