
تونس -أونيفار نيوز-منعرج لافت ، و مفاجيء إلى حد ما شھدھ اليوم مسار تصعيد الأزمة السياسية و الديبلوماسية المحتدة منذ مدة بين الجزائر و فرنسا. فقد اتخذت السلطات الفرنسية قرارا يؤدي إلى ” الحيلولة دون وصول الأعوان المعتمدين بسفارة الجزائر في فرنسا إلى المناطق المقيدة بالمطارات الباريسية بغية التكفل بالحقائب الديبلوماسية “. قرار غير مسبوق في تاريخ الأزمات الديبلوماسية المتعاقبة بين البلدين و يسحب من السفارة الجزائرية بفرنسا حقا من حقوقھا المكفولة بمقتضى معاھدة فيانا و من أداة عمل ھامة من أدوات عملھا لأن الحقيبة الديبلوماسية تتمتع بالحصانة الديبلوماسية و توفر للبعثة الديبلوماسية امكانيات تبادل وثائق و معطيات ” سرية ” مع المركز .
الاجراء الفرنسي لا يخلو من دلالات لأن الخارجية الفرنسية نأت بنفسھا عنھ و أشارت إلى أن وزارة الداخلية ھي التي اتخذتھ و ھو ما يعني ان وزير الداخلية الفرنسية ماض في معركتھ السياسية/ الأمنية ضد الجزائر و قد سبق و ان اتھم البعثة الديبلوماسية الجزائرية بفرنسا بالقيام بأعمال تتنافى و الأعراف الديبلوماسية و تمثل تھديدا للامن الفرنسي.
برونو روتيو يبدو مصرا على مواصلة معركتھ ضد الجزائر و سيوظفھا في معركتھ السياسية و ھو الطامح إلى دخول قصر الاليزية و ھذا يؤكد أن الأزمة مرشحة للتصعيد خاصة في ظل تطور تقارب لا تنظر لھ باريس بارتياح بين الجزائر و ايطاليا و أيضا تنامي الحديث عن توجھ أطلسي لمحاصرة الجزائر. حرمان البعثة الديبلوماسية الجزائرية بفرنسا من حقھا في وصول أعوانھا المعتمدين إلى المناطق المقيدة بالمطارات الباريسية يفتح الباب أمام تعميق الاحتقان في العلاقات بين الجزائر و فرنسا و أيضا أمام الداخلية الفرنسية لتوجيھ اتھامات أمنية للبعثة الديبلوماسية الجزائرية بفرنسا…اتھامات لا تھم صحتھا من عدم صحتھا بقدر ما يھم توظيفھا في سياسات مناهضة للنظام الجزائري