
تونس-أونيفار نيوز- يمكن القول أن المواجھة العسكرية التي جرت في الأيام الماضية بين إسرائيل و جمھورية الملالي قد سجلت منعرجا جديدا في تمظھرات المواجھات العسكرية و خاصة في وقائعها و مجرياتھا و نھاياتھا .
شھدت المواجھات العسكرية أحداثا ” غريبة ” لعل من أھمھا الإعلام المسبق بعمليات عسكرية تسھدف أھدافا ” معادية ” إلى جانب ” تھريب ” اليورانيوم و توجيھ ضربة ” معلومة ” للوسيط القطري ھذا دون أن ننسى النھاية ” المفاجئة ” للمواجھات و التي تجعلھا قريبة من نھايات الأفلام المصرية التي لا يقبلھا العقل. باختصار لم يتجاوز الأمر عملية ” عض أصابع ” متبادلة بين واشنطن و تل أبيب من جھة و طھران من جھة أخرى في الوقت الذي كان الجميع ينتظر مواجھة ” كسر عظام ” تنھي أحد الطرفين .
ذلك أن الحرب التي أعدتھا إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد إيران كانت تھدف ، نظريا ، إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني و إلى تھيئة ظروف إحداث تغيير سياسي في طھران . ھدفان ممكنان خاصة بعد أن وقع نزع ” مخالب ” جمھورية الملالي بعد إسقاط نظام بشار الأسد و انھاء سلاح حزب الله. لا يمكن الحديث عن حركة حماس التي كانت القادح الذي أشعل النار دون موافقة من طھران التي اكتوت بشرارات 7 أكتوبر دون أن تستفيد منھا.
النھاية المباغتة للمواجھة بين واشنطن و تل أبيب من جھة و طھران من جھة أخرى تكرس مشھدا لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان قائما منذ أسبوعين. تكريس الھيمنة الأمريكية على المنطقة و خاصة على الشرق الأوسط مع ما يعنيھ ذلك من ھامشية الدور الأوروبي و عجز موسكو على التأثير في مجريات الأحداث إلى جانب تمسك الصين بمواصلة الانكفاء في كل ما يتعلق بالسياسات الدولية . لم يسقط النظام الإيراني و حافظ على أھم مكونات برنامجھ النووي و لكن ھذھ ” الحرب ” ستفتح الباب أمام بروز الوجھ ” الفارسي ” بشكل أوضح و يمكن أن تقود المفاوضات و الترتيبات إلى أن تكون العلاقات بين طھران و تل أبيب إلى استنساخ ” نموذج ” العلاقات بين تل أبيب و أنقرة ” الاوردوغانية” ، خلافات للاستھلاك الإعلامي و تنسيق في كل ما ھو استراتيجي .
واضح أننا لم نعش في الأسبوعين الفارطين أحداث مواجھة عسكرية بين واشنطن و تل أبيب من جھة و طھران من جھة أخرى بل شھدنا وقائع مناورات عسكرية مشتركة