خصصت اليوم الخميس جريدة الرأي العام القريبة من حركة النهضة و لرئيس الحركة شخصيا حسب ما يؤكده مطلعون على كواليس الحركة أفتتاحيتها لترشح وزير الدفاع الدكتور عبدالكريم الزبيدي الذي مازال مجرد تخمينات و «دعم» عفوي و أفتراضي و مع ذلك أعتبرت الجريدة في أفتتاحيتها أن ترشح الزبيدي من تحصيل الحاصل !
كاتب الأفتتاحية رئيس التحرير كال المديح لعبدالكريم الزبيدي وللمؤسسة العسكرية لكنه مديح من قبيل المثل الشعبي السم في الدسم إذ ركّز على العلاقة «الخاصة» بين الزبيدي و حركة النهضة إلى الحد الذي أقترحت فيه عليه رئاسة قائمتها في المهدية في أنتخابات 2014 و هذا الترشيح لا شيئ يؤكده و لم يتم تداوله سابقا و هو ما يجعلنا نعتقد أنه من باب التشويه لإظهاره و كأنه تابع لحركة النهضة و لكن المغالطة الأكبر التي اعتمدها كاتب الأفتتاحية هي الحديث عن عسكرة الدولة و المخاوف من ذلك و الزج بالمؤسسة العسكرية في صراع سياسي و هذا حديث حق يراد به باطل فالدكتور عبدالكريم الزبيدي دكتور مبرز في الطب و لم يسبق له الأنتماء إلى المؤسسة العسكرية و لا لأي حزب والمعروف أن من بين التقاليد التونسية الثابت هي أشراف المدنيين على وزارة الدفاع منذ أول حكومة أستقلال وبالتالي فإن هذا الاتهام مجرد محاولة لخلط الأوراق و بث الفزع والخوف على مستقبل الجمهورية دون أي مبرر مقنع سواء الخوف من شعبية الدكتور عبد الكريم الزبيدي و المناشدة التلقائية التي تؤشر إلى أن الزبيدي ستكون له حظوظ وافرة في الفوز برئاسة الجمهورية خاصة أن كل أستطلاعات الرأي تؤكد يأس المواطن التونسي من الأحزاب و الوجوه السياسية المألوفة و هو أنذار جدي لحركة النهضة و مرشحها المحتمل!
فالدكتور عبدالكريم الزبيدي ليس عسكريا و له المؤهلات التي تؤهله لرئاسة الدولة و في النهاية الشعب التونسي هو الذي سيختار فلماذا تنصب جريدة الرأي العام و حركة النهضة من ورائها أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي علما ا ن المعني بالأمر لم يعلن رسميا ترشحه إلى حد الآن و قد لا يترشح!
و يأتي هذا المقال بعد تصريح الصحفي الفرنسي الموالي لقطر و المجند لخدمة الأسلاميين نيكولا بو مساء أمس الذي أتهم فيه الزبيدي بأنه مرشح لوبيات الساحل في حين أن الدعم الذي يجده اليوم في الشارع التونسي يمتد من بنزرت إلى رمادة بعد أن مل التونسيين من الطبقة السياسية الحالية من منظومة 14 جانفي 2011.