تونس – “الوسط نيوز” – قسم الشؤون السياسية
ظهر محسن مرزوق على شاشة أحدى الفضائيات التونسية و هو يبكي بحرقة رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي في مشهد حاول به أستدرار عطف المشاهدين و هو الذين كان الى حدود يوم الأحد من الجوقة التي تعتبر عدم ختم الرئيس للتعديلات خرقا للدستور و تحدٌث عن الرئيس بتهديد واضح و تناسى في غمرة حماسة أنٌه لم يكن ليكون في صدارة المشهد السياسي لولا الباجي قايد السبسي الذي منحه مواقع متقدمة في نداء تونس و أختاره مديرا لحملته الرئاسية ثم أمينا عاما لنداء تونس قبل أن ينشق و يؤسس حزب مشروع تونس.
و ليس محسن مرزوق فقط الذي غدر بالباجي قايد السبسي و اليوم يبكيه فهناك سليم العزٌابي مدير ديوان الرئيس الذي لا تعرف له أي مسيرة سياسية قبل أن يختاره الباجي رئيسا لديوانه ليتحوٌل الى خصم للرئيس مثل مصطفى بن احمد رئيس كلة الأئتلاف الوطني الذي فشل في أغلب مؤتمرات الأتحاد العام التونسي للشغل ليجد نفسه بفضل الباجي عضوا في مجلس نوٌاب الشعب في كتلة نداء تونس ثم كتلة الحرة ثم كتلة الأئتلاف الوطني المتحالفة مع حركة النهضة في مجلس نوٌاب الشعب الذي لم يتردد في سكب الدموع بعد أن كان يُتهم الرئيس بخرق الدستور تطول و قائمة الذين أساءوا للرئيس الباجي قايد السبسي طويلة نجدهم اليوم يبكونه مثل رئيس الحكومة يوسف الشٌاهد الذي أنتهت علاقته بالرئيس منذ عام تقريبا بعد أن تخلٌى عنه وتحالف مع حركة النهضة في الوقت الذي لم يكن ليكون له أي موقع لولا الباجي قايد السبسي وتضم القائمة أيضا عبدالكريم الهاروني وغازي الشواشي وجوهر بن مبارك الذين لم يتركوا فرصة واحدة إلا وهاجموا الرئيس …أما محمد عبو فقد نشر أمس نصا لرثاء الرئيس الراحل لا يقدر على كتابته حتى حافظ… وتحول الباجي إلى مرجع… و أصبح الراحل رمزا…
و لكن بعد وفاة الرئيس يتسابقون لسكب الدموع لأنهم يدركون أن الشعب التونسي عاطفي و لن يغفر لهم.
و الثابت ان خسارتهم السياسية كبيرة بموت الباجي قايد السبسي فستبقى صورة الأساءة له في آخر أيامه محفورة في ذاكرة الناشطين التونسيين خاصة من الذين كانوا نكرات فأصبحوا في الواجهة السياسية يتصدرون المشهد وفيهم من سيعلن ترشٌحه للرئاسة ربما !