
تونس – اونيفار نيوز انھى اليوم دونالد ترامب يومه المائة في البيت الأبيض و ھو ما جعل أغلب المتابعين و المحللين في العالم ينخرطون في ” تقليد ” التقييم بعد مائة يوم لأن البدايات غالبا ما تحمل معھا إشارات حول المسارات و تمكن من توقع النهايات.
و لم يكن ” التقييم ” عالميا إلا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دورا ھاما و محددا في أھم ما يعيشھ العالم من أحداث و ما يشھدھ من أحداث.
دونالد ترامب يعي ذلك جيدا و يضيف إلى ھذا الوعي ” بھارات ” من ذاته المتضخمة فيصرح بكل صلف أنه ليس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بل ھو رئيس العالم .
الصلف يمكن أن تكون العبارة الأنسب لوصف سلوك و أسلوب دونالد ترامب منذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض في عھدة ثانية أصبح الكثيرون يعتقدون أنه قد لا ينھيھا رغم أنه أرسل إشارات تدل على أنه ينوي الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى.
ھذه النية ، التي تتعارض مع الدستور الأمريكي و تقاليد النظام السياسي الأمريكي، تدل في حد ذاتھا أن ترامب ينظر لنفسه كامبراطور و ھو يفسر منحاه الامبراطوري و الذي تجسد في تھديد الأصدقاء قبل ” الأعداء ” .
تھديد صريح بالحاق كندا بالولايات المتحدة الأمريكية و طال التھديد دولا أخرى و يبدو ان ارسال التھديد تلو الآخر سيكون أسلوب دونالد ترامب المحبذ و ربما الذي لا يملك غيره .
أسلوب يعزل ترامب عن العالم و أيضا عن الأسس التي قامت عليھا الھيمنة الأمريكية على العالم في العقود الأخيرة و التي لا تمارس التھديد الصريح الا بعد أن يقع استنفاذ أساليب ” الضغط الناعم ” . عزلة ترامب تجسدت أيضا في ” حرب الرسوم الجمركية ” التي أعلنھا ضد كل دول العالم و التي تضرر منھا الإقتصاد الأمريكي بالدرجة الأولى و ھو ما لن يقبلھ طويلا أرباب ھذا الاقتصاد .
و لا شك أن تضخم الذات و التعالي على الجميع يناقض فكرة المؤسسات و يدفع من ” ابتلي ” به إلى الاستغناء عن الجميع و إلى محاولة إخضاع المؤسسات و ھو ما تعيش على وقعھ واشنطن التي تشھد وضعية غير مسبوقة من ” عبادة شخصية الرئيس ” و ھو ما جعل الكثيرين لا يخفون مخاوفھم من أن يفتح دونالد ترامب باب بداية تدھور معلن للھيمنة الأمريكية.
مخاوف تتعزز بموجة طرد عدد كبير من موظفي الإدارة الأمريكية و ھو ما ينذر بتردي خدمات قطاعات حساسة .
يبدو واضحا أن الشعارات الشعبوية التي يتبناھا دونالد ترامب لا يمكن إلا تنتج عددا من السلبيات من أبرزها العزلة.