تونس – “الوسط نيوز” – كتب : عبد العزيز قاسم
لخَّص الوضعَ صديقٌ فقال : البلد مرجل يغلي بدون صمام أمان بسبب ملحق لمجلة الانتخابات مثير لجدل شبيه بالهرج و المرج صادق عليه مجلس النواب “باسم الشعب” و أبى رئيس الجمهورية أن يختمه “باسم الشعب” و هو يرمي صراحة إلى منع شريحة عريضة من “الشعب” من اختيار ممثليها.
تكلّم جهابذةُ القانون بين مؤيد و معارض و اختلاف الرأي هذا يفسد للود أكثر من قضية أما هواة السياسة فهم في حرب مفتوحة على المجهول.
و أضاف الصديق : كل الناس يخطبون و يخبطون إلا رجال الثقافة و نساؤها… فهل قرروا الجلوس على الربوة؟
قلت : أو ما يزال للأرض المحروقة من ربوة؟. إننا إزاء دستور توافقي مفخخ قابل للتأويل في كل بنوده وإزاء رئاسةٍ للجمهورية أفْرِغَتْ من كل صلاحياتها إلا ختم القوانين دونما نقاش. لقد أحكم “الجهلةُ الجدد” السيطرة على مصادر التفكير و التعبير. جاء في القرآن الكريم: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (الزمر، 9) فطبّق “الجهلةُ الجدد” هذه الآية على عكس معناها بأن جعلوا الذين لا يعلمون فوق الجميع.
و ليسمح لي المتنبي بأن أغيِّر بعض الشيء أحد أبياته الشهيرة:
و كَمْ ذا بتونسَ مِنْ مُضْحِكات و لكنَّهُ ضحِكٌ كالبُكَا
أليس من المضحك المبكي أن نرى الإخوان المسلمين يدافعون بشراسة عن الديمقراطية و قد جعلوا منها مجرد مطية توصلهم إلى التمكين و إلى تطبيق الشريعة؟ ثم أليسوا هم الذين يمنعون تكوين المحكمة الدستورية التي كان بإمكانها أن تقول الكلمة الفصل بخصوص دستورية هذا القانون و غيره؟
في هذه الأثناء تلتهب الأسعار و يسقط الدينار و يسكت الأحرار… و الشعب غُبار.