
تونس -أونيفار نيوز-ولد محمد الدغباجي في مدينة الحامة من ولاية قابس سنة 1885 ، واستقر ذكره بالوجدان الشعبي فتغنى بخصاله وخلد وقائع كفاحه.. وعند استشهاده.. بكاه ورثاه.
تطوع في جيش الاحتلال الفرنسي، ثم فر بسلاحه من حصن ذهبية أثناء الحرب العالمية الأولى وانضم إلى المجاهد الليبي “خليفة بن عسكر النالوتي”. قام بعديد العمليات البطولية ضد جيش الإحتلال، اسالت قريحة عديد شعراء شعبيين.
تزوج من إمرأة من عرش “أولاد عون” من قبيلة أولاد دبّاب بتطاوين.. استقرت معه في ليبيا.. أنجب منها ابنة بقيت مع أمها في القطر الليبي بعد إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الجيش الفرنسي.
تمت محاكمة الدغباجي غيابيا 27 أفريل سنة 1921. والقضاء بإعدامه مع جمع من رفاقه، الذين التحقوا بالتراب الليبي، ولكن الطليان لم يتأخروا في القبض عليهم وتسليمهم جميعا لسلطات الاحتلال الفرنسية.
ويوم غرّة مارس 1924 أُقتيد البطل إلى ساحة سوق بلدته الحامة حيث أعدم. ..
يروى المرحوم مَحمد المرزوقي في كتابه “محمد الدغباجي” أن الشهيد كان قامة يوم استشهاده، إذ رفض العصابة التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، رفضها ساخرا منهم ومن الموت الذي ما غاب عن عينيه يوما وهو يقاتل المغتصب للوطن. ويروى كذلك عن شهود عيان أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، مباركة شجاعته والشرف الذي نالها منه.. فأجابها وهو يبتسم “لا تخشي عليّ يا أمي.. فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني ..الله أكبر ولله الحمد..”
في نفس الشهر والسنة ظهر بطل آخر من الحامة راجعا من منفاه الاختياري بالمانيا .. هو محمد علي الحامي.. وخلال أشهر قليلة، خلّد إسمه أيضا كزعيم وطني ومؤسس لأول تجربة نقابية مستقلة في تونس..هي “جامعة عموم العملة التونسية” سنة 1924
الثابتة ان فرنسا لم تكن حماية بل كانت احتلالا استيطانيا ثقافيا عسكريا مباشرا دخلت البلاد عنوة وبقوة العسكر مستعينة بالخونة والطابور الخامس وليس بطلب من الدولة التونسية..
محمد العماري..